حول فلسطين دولة فيدرالية

3 نوفمبر 2018آخر تحديث :

فدرالية غزة والضفة.. تكرس الانقسام أم تمنع الانفصال؟

3/11/2018

محمد عمران-غزة

دفع انسداد أفق المصالحة بين حركتي التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والمقاومة الإسلامية (حماس) إلى طرح حلول أخرى توصف بالجريئة والغريبة تارة وبأنها خارج صندوق الفكر السياسي الفلسطيني تارة أخرى، لكنها في اتجاه مغاير لمسار المصالحة التقليدي منذ بدأت جولاتها قبل سنوات.

وفي مقابل الدعوة لإجراء مفاوضات مباشرة بين حركة حماس والاحتلال بعيدا عن السلطة الفلسطينية للاتفاق على تهدئة طويلة الأمد تضع نهاية لمأساة مليوني فلسطيني يعيشون في غزة في ظروف مزرية، طفت على السطح فكرة تأسيس نظام فدرالي بين الضفة وغزة بهدف إنهاء الانقسام واستباقا لانفصال متوقع.

وتقوم فكرة الفدرالية -التي طرحها مؤخرا وزير الثقافة الفلسطيني الأسبق د. إبراهيم أبراش- على تشكيل حكومتين محليتين منتخبتين بمجلسين تشريعيين في الضفة وغزة، تكون مظلتهما حكومة تابعة لـمنظمة التحرير الفلسطينية برئيس واحد وانتخابات تشريعية شاملة وتمثيل خارجي واحد.

وبينما يعزو د. أبراش اللجوء لفكرة الفدرالية لمواجهة “مخططات إسرائيل وأميركا وأطراف أخرى لإقامة دولة غزة وفصلها عن الضفة وبالتالي تدمير المشروع الوطني”، فإنه يعد هذا الحل هو الأمثل إذا ما خيرنا بين الفدرالية والانفصال الحاصل، كما أنه يلبي خصوصيات غزة التي لديها سلطة منفصلة عن نظيرتها بالضفة، وفق تقديره.

وإلى جانب تأكيد على عدم وجود مخاطر على تمثيل ووحدة الفلسطينيين وفق الفدرالية المطروحة طالما هناك مرجعية سياسية واحدة وتمثيل خارجي واحد، يرفض المتحدث وصف الطرح بأنه غير واقعي ويدعو لإجراء استفتاء عام حوله.

حماس ترفض

وترفض حركة حماس أن “يؤدي ضغط الواقع لطرح حلول تكرس الانقسام وتبعد المصالحة كمثل فكرة الفدرالية غير المقبولة” وفق الناطق باسم الحركة حازم قاسم، الذي يعتبر أن الحل يكمن في توحيد النظام السياسي على قاعدة الشراكة وإنهاء الانقسام.

وبموازاة اعتبار الناطق باسم حماس أن أي حل غير المصالحة سيضعف قدرة الفلسطينيين على مواجهة تحديات القضية الفلسطينية، فإنه يؤكد أن حركته لن تسمح بحدوث الانفصال، خصوصا أن هناك “100 حل لتوحيد الشعب الفلسطيني بالانتخابات أو التوافق، وفق قوله.

وهذا ما يذهب إليه عضو المكتب السياسي بالجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين طلال أبو ظريفة، الذي يدعو للبحث في آليات تطبيق اتفاقيات المصالحة وليس البحث عن طروحات “غير واقعية وأنصاف حلول أو صيغ التفافية تحقق مصالح بعض الأطراف”، مستبعدا وجود قبول شعبي وفصائلي لفكرة الفدرالية التي تجعل الانقسام أمرا واقعا.

مخاطر كبيرة

ويحذر أبو ظريفة من مخاطر كبيرة على القضية الفلسطينية ووحدة النظام والمكونات والمؤسسات السياسية جراء طرح حل الفدرالية ونحوها، خصوصا أن الفلسطينيين في مرحلة تحرر وطني تستدعي توحيد الطاقات إضافة إلى أن المطروح لا ينسجم مع بنية الوضع الفلسطيني كما يقول.

ويعتقد أستاذ العلوم السياسية في جامعة لأزهر بغزة مخيمر أبو سعدة أن الحديث عن فدرالية فلسطينية سابق لأوانه ويحتاج إلى الانعتاق من الاحتلال ثم الاتفاق على شكل الدولة المنشودة، لكنه لا يستبعد أن يكون هذا الخيار قابلا للتنفيذ إذا ما تعززت حالة الانقسام الراهنة وتصاعدت الخشية من الانفصال الكامل.

ورغم أن أستاذ العلوم السياسية يعتبر فكرة الفيدرالية “مخرجا من الضياع الراهن في ظل الانقسام” خصوصا أن الحراك السياسي بالمنطقة يركز على التهدئة وليس المصالحة، إلا أن اللجوء لهذا الخيار -وفق تقديره- سيواجه بصعوبات وعراقيل عديدة تبدأ بالفلسطينيين أنفسهم إضافة إلى الحاجة لموافقات إٍسرائيلية وعربية ودولية غير متوفرة حاليا.

https://www.aljazeera.net/news

الاخبار العاجلة
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لمنحك أفضل تجربة ممكنة.
موافق