حوار مع شبكة قدس نت حول عديد من القضايا الفلسطينية

9 ديسمبر 2016آخر تحديث :

مقابلة خاصة مع الدكتور إبراهيم إبراش
• ما هي قراءتك السياسية لما جاء في تصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس عقب لقاءه العاهل الأردني اليوم في عمان؟.
– تصريحات الرئيس تعبر عن حالة إحباط شديد وفقدان الأمل بأن تغيير إسرائيل أو واشنطن مواقفهما من المفاوضات،وهي تصريحات جاءت بعد جولة أوروبية لا يبدو أنها كللت بالنجاح ،وعندما يُحيل الرئيس القرار النهائي بالنسبة للعودة للمفاوضات لاجتماع لجنة المتابعة العربية في الرابع من الشهر القادم فإنما لعدم قدرته على اتخاذ قرار نهائي بهذا الشأن ورغبته بإشراك العرب في أي قرار ،ونعتقد أنه مستعد للعودة للمفاوضات حيث لا بدائل حقيقية عنده وعند الفلسطينيين بشكل عام ،ولكن يريد أن يصدر هذا القرار من لجنة المتابعة أو يصدر عن هذه اللجنة ما يسهل عليه اتخاذ قرار العودة للمفاوضات.

• تجديد الرئيس أبو مازن لعودة المفاوضات في حال اعتراف إسرائيل في حدود الدولة الفلسطينية، في ظل تعنت حكومة نتنياهو ، وما هو المتوقع فلسطينياً بعد 26 يناير؟؟
– هذا تنازل أو مرونة في المطالب الفلسطينية حيث كانت المنظمة تشترط وقف الاستيطان والاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 67،والتصريحات الأخيرة لم ترهن العودة بالمفاوضات بوقف الاستيطان وحتى بالنسبة للدولة فطالب الرئيس باعتراف إسرائيل بحدود الدولة ولم يقل بحدود 67 . نعتقد أن الرئيس وبسبب غياب البدائل للمفاوضات وبسبس انشغال العرب والعالم بقضايا الثورات العربية والملف الإيراني والأزمات الاقتصادية الخ ، مستعد للتجاوب مع المبادرة الأردنية ومع الضغوط الأوروبية والأمريكية.ولذا لا نستبعد العودة للمفاوضات مجددا وفي هذه الحالة ستكون المفاوضات أكثر خطورة وإضرارا بالقضية الفلسطينية في ظل وجود حكومة نتياهو.

• هل تعتقد أن الجهود الأردنية لإحياء ملف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية فشلت في إحراز التقدم المأمول لأستعاد مسار عملية السلام ظل (اللقاءات الاستكشافية) .؟
– لم تفشل الجهود الأردنية بل مهدت الطريق لعودة فلسطينية غير مهينة لطاولة المفاوضات.وبالأساس لم تفشل التسوية بشكل عام، فهناك فرق بين القول بتوقف المفاوضات والقول بفشل التسوية السلمية،في ظل غياب البدائل وإصرار القيادة الفلسطينية على أن المفاوضات خيار استراتيجي وفي ظل الانقسام وفي ظل نفس الفريق المفاوض ونخبة السلطة ،فلا بديل عن المفاوضات إلا المفاوضات ،وأقصى ما يمكن أن تحققه المنظمة هو عودة غير مُهينة لطاولة المفاوضات.

• ماذا يعنى استعداد الرئيس أبو مازن لأي طلبات إسرائيلية بخصوص الأمن مع الاشتراط بعدم تواجد أي إسرائيلي على الأرض الفلسطينية، وهل ذلك سينعكس سلباً في العلاقات بين الفصائل الفلسطينية وخاصة حماس في ظل اتهاماتها السابقة لسلطة بتعاون مع الاحتلال بالتنسيق الأمني؟
– كما ذكرنا فهذه تصريحات المراد منها ليس فقط طمأنة الحكومة والشعب في إسرائيل بأن الدولة الفلسطينية الموعودة لن تشكل خطرا على إسرائيل ،بل أيضا رسالة للعالم الخارجي الذي تسعى إسرائيل لإقناعه بأن الدولة الفلسطينية ستشكل خطرا على امن إسرائيل ،وأنه في حالة قيامها ستتحول لقاعدة عسكرية لإيران والتنظيمات الإرهابية.هذه التصريحات ليس جديدة فقد سبق وان أعلن الرئيس انه مستعد للبحث في إمكانية ان تكون الدولة الفلسطينية القادمة منزوعة السلاح ونعتقد أنه في حالة قبول إسرائيل بدولة على حدود 67 فإن منظمة التحرير أو أية سلطة فلسطينية حاكمة ستكون مستعدة حتى لوجود مراقبين او قوات أجنبية أو محطات إنذار مبكر في الدولة الفلسطينية كما هو الحال مثلا في سيناء.وبالنسبة لموقف الفصائل قد تؤدي هذه التصريحات لمزيد من توتير العلاقة مع السلطة والمنظمة ولكن علينا التأكيد أن أية دولة قادمة لن تقوم نتيجة حرب أو انتصار على إسرائيل بل نتيجة تسوية سلمية تنهي حالة الصراع.

• ماذا تتوقع أن يقرر العرب خلال اجتماعهم في الرابع من فبراير القادم بالجامعة العربية، بخصوص تحديد موقفهم اتجاه اللقاءات الاستكشافية؟؟
– سيكون الموقف العربي الرسمي باهتا وغير قاطع وسيكون بصيغة تعطي الضوء الأخضر للفلسطينيين للعودة لطاولة المفاوضات ،وقد تستجد أمور قبل الرابع من فبراير تساعد العرب على اتخاذ قرارهم .وهنا علينا التذكير بأنه عندما تأزمت ثم توقفت المفاوضات قبل عامين تقريبا استنجد الرئيس بلجنة المتابعة العربية والتي منحته الضوء الأخضر للعودة للمفاوضات .

• ما هو مستقبل عملية السلام بعد الثورات العربية ووصل الحركات الإسلامية إلى سدت الحكم، ما تأثير ذلك على القضية الفلسطينية؟
– بالرغم من مراهنات البعض بأن الثورات العربية ستدعم نهج المقاومة في فلسطين و ستجبر إسرائيل وواشنطن على تغيير مواقفهما من القضية الفلسطينية من خلال التسريع بعملية السلام،فإن ما يجري عكس ذلك تماما،فالمقاومة توقفت بدلا من ان تتصاعد ،وإسرائيل ازدادت تعنتا وعدوانا واستيطانيا ،وواشنطن أصبحت أكثر تحيزا لإسرائيل وأكثر تراجعا من حيث التزامها بالعملية السلمية ،والعرب باتوا أكثر انشغالا بهمومهم الداخلية .نعتقد أن وصول الإسلام السياسي للحكم في بعض الدول العربية لن يخدم الفلسطينيين على المدى القريب بل يمكن القول بان تأييد هذه الجماعات للقضية الفلسطينية وهي في السلطة سيتراجع عما كان عليه وهي في المعارضة.وبالتالي علينا كفلسطينيين أن نعتمد على أنفسنا من خلال إعادة استنهاض مشروعنا الوطني بدلا من المراهنة على الآخرين.

• على صعيد ملف المصالحة الفلسطينية
1. كيف تنظر إلى سير عمل لجان المصالحة الفلسطينية في الحديث في الشارع عن عدم وجود أي خطوات على الأرض ؟
– يبدو أن هدف فتح وحماس من تشكيل لجان المصالحة لم يكن مبنيا على قناعة حقيقية بنضج الظروف لتحقيق المصالحة و إنهاء الانقسام بل كان بهدف تسكين الشعب ودفعه للتكيف مع واقع الانقسام ولسبب كسب مزيد من الوقت في انتظار القادم من الأيام.وللأسف تحولت لجان المصالحة للجان ملهاة للشعب وللفصائل التي باتت منشغلة ومشتركة في الحالة الانقسامية بوعي منها أو بعدم وعي.وبدلا من ان تحل لجان المصالحة القضايا المكلفة بها باتت مشكلة بحد ذاتها ومنبرا للبعض من المتسللين للجانها التواقين للسلطة والوجاهة السياسية.
2. بطء تطبق المصالحة إلى أين سيصل فيها إلى الفشل أو النجاح؟
– في ظل نفس الحكومتين والنخبتين الحاكمتين في الضفة وغزة ستسير لجان المصالحة ببطء شديد ،وقد لا يُعلن عن فشلها ولكنها ستستمر كهياكل بدون فاعلية ،وأقصى ما ستحققه هو مصالحة إدارة الانقسام وحتى على هذا المستوى ستكون إدارة سيئة.
3. هل هناك إمكانية لإجراء الانتخابات في الرابع من أيار المقبل كما أعلن الرئيس أبو مازن؟
– لا توجد إمكانية لذلك ،وهنا علينا أن نُذكر أن اتفاق المصالحة ينص على تشكيل حكومة مباشرة بعد التوقيع عليه لتشرف على عملية الانتخابات وحتى الآن لم تشكل حكومة ولا يوجد حديث عن تشكيلها.ومن جهة أخرى ليس المهم فقط الالتزام بموعد الانتخابات بل تهيئة الظروف المناسبة لأن تؤدي الانتخابات لحل إشكالات النظام السياسي الفلسطيني وألا تتكرر تداعيات نتائج انتخابات يناير 2006 ،وفي هذا السياق نؤكد على ضرورة الاتفاق والتراضي على ثوابت ومرجعيات المشروع الوطني والنظام السياسي قبل الدخول في أية انتخابات.
4. هل تعتقد أن لقاءات فصائل فيما يتعلق في ملف منظمة التحرير يمكنها أن تثمر وتساهم في الوصول إلى إعادة بناء مؤسسات المنظمة لتكون ممثلا حقيقي للفلسطينيين؟
– الأمور مرتبطة يبعضها ببعض فإذا لم تتمكن الفصائل من التقدم على مستوى ملفات صغيرة مثل المعتقلين في سجون السلطتين وملف المصالحة ،فكيف سيتفقون على ما هو اكبر من ذلك.ومع ذلك نعتقد أن الاشتغال على ملف منظمة التحرير أمر استراتيجي ويجب أن يستمر ولكن ليس ضمن معادلة منتصر ومنهزم ،بمعنى ألا تتصرف حماس من منطلق أن الثورات العربية التي أوصلت الإخوان للحكم في مصر تؤهلها للسيطرة على منظمة التحرير وتحويلها لحركة إسلامية،هذا ما يدفع حركة فتح وقوى أخرى للتخوف من ان يؤدي إعادة بناء منظمة التحرير لتفريغها من مضمونها الوطني المتفتح والحداثي وسيطرة الإسلام السياسي عليها .كما أن صعوبات تكتنف إجراء الانتخابات وخصوصا في الشتات.ومع ذلك نعتقد إن أي مصالحة يجب أن تتجاوز حسابات السلطة والحكومة والحسابات الضيقة للأحزاب وتشتغل على المصالحة الإستراتيجية وهي إعادة بناء وتفعيل منظمة التحرير كحركة تحرر وطني لكل الشعب الفلسطيني.

الاخبار العاجلة
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لمنحك أفضل تجربة ممكنة.
موافق