الشهيد.ناصر ابو حميد

28 يوليو 2023آخر تحديث :
الشهيد.ناصر ابو حميد

استشهد الأسير المريض ناصر أبو حميد، فجر اليوم الثلاثاء 20 ديسمبر لعام 2022 ، داخل مستشفى “آساف هاروفيه” الإسرائيلي بعد تدهور وضعه الصحي في عيادة سجن الرملة ودخوله في “غيبوبة”

والأسير ناصر أبو حميد (49 عامًا)، وصلت حالته الصحية إلى نقطة حرجة جدا، حيث عانى من غيبوبة متقطعة في ساعات حياته الأخيرة، وفي الأيام الماضية، عانى من آلام في كافة أنحاء جسده، ولازم سريره غير قادر نهائيًّا على مغادرته، مشتكيًا من ضيق شديد بالتنفس وموصول طوال الوقت بأنبوبة الأكسجين.

ناصر أبو حميد.. محطات نضالية باكرة

وُلد ناصر أبو حميد في الخامس من أكتوبر/ تشرين الأول عام 1972 في مخيم النصيرات للاجئين بوسط قطاع غزة، وينتمي لأسرةٍ لاجئة من قرية السوافير الشمالية بالقطاع، وهو الابن البكر في العائلة.

وظهر النشاط النضالي لناصر أبو حميد ضد الاحتلال الإسرائيلي في سن مكبرة في الانتفاضة الشعبية الأولى، حيث انضم إلى حركة “فتح”، وأصبح لاحقا أحد أبرز قادة كتائب شهداء الأقصى في الضفة الغربية.

تعرض للاعتقال أول مرة في عمر الـ 13، بعد إصابته برصاص الاحتلال عام 1990، حيث بقي بالأسر أربعة أعوام.

ومنذ ذلك الحين اتخذ ناصر أبو حميد المقاومة أسلوب حياة، دفاعًا عن أرضه ووطنه، وأصبح مطاردًا للاحتلال، ونجا من عدة محاولات اغتيال فاشلة.

وناصر أبو حميد من بين 5 أشقاء يواجهون أحكامًا بالسجن مدى الحياة، حيث اعتقلته قوات الاحتلال برفقة ثلاثة منهم عام 2002 وهم: “نصر”، و”شريف”، و”محمد”، ولحق بهم شقيقهم “إسلام” عام 2018، ولهم شقيق سادس شهيد وهو “عبد المنعم”.

وخلال اعتقاله الأخير تعرض ناصر أبو حميد لاعتداءٍ وحشي، أُصيب بسببه بجراحٍ بالغة، ولاحقًا خضع لتحقيق قاسٍ، ثم حُكم عليه بالسجن سبع مؤبدات وثلاثين عامًا، قضي منهم 19 سنة.

وحرمت سلطات الاحتلال والدته من زيارته وأشقائه لسنوات، وفقدوا والدهم خلال سنوات اعتقالهم، وهدمت منزل العائلة في مخيم الأمعري جنوب رام الله، 5 مرّات، آخرها عام 2019.

السرطان يفتك بجسد ناصر أبو حميد

وظل ناصر أبو حميد يصارع الموت في عيادة سجن الرملة، وصحته تتدهور منذ آب أغسطس 2021 وسط انتشار الخلايا السرطانية في جميع أنحاء جسده، مع إصابة رئته اليسرى بأضرار كاملة، ما دفع الأسرى لتنفيذ خطوات احتجاجية لعلاجه.

ونُقل “أبو حميد” آنذاك إلى المستشفى وخضع لعملية جراحية، تم خلالها استئصال الورم، وقبل امتثاله للشفاء أُعيد إلى سجن عسقلان.

ولم يُمكث طويلًا في السجن حتى تعرضت صحته لتدهور جديد، نتيجة خطأ طبيّ، إذ جرى زراعة أنبوب لتفريغ الهواء من مكان العملية، وتبيّن لاحقًا أن الطبيب زرع الأنبوب في غير مكانه المناسب.

وخلال شهر ديسمبر/ كانون أول 2021، نُقل مجددًا على إثر ذلك إلى مستشفى سجن الرملة، ثم أعيد للسجن. وخلال فترة مكوثه في غرفة العناية المكثفة داخل المستشفى زارته والدته وشقيقه لـ 10 دقائق فقط، بعد مماطلة بحجة فحص التصاريح والهويات.

وفي سبتمبر/أيلول الماضي أصدر الأطباء تقريرا طبيًا أوصوا فيه بالإفراج عنه وهو في أيامه الأخيرة.

وأظهرت نتائج فحوصات أجريت له في الشهر ذاته انتشار السرطان في الفقرة الثانية والثالثة والرابعة والسابعة من العظام، بالإضافة إلى الدماغ وباقي أنحاء جسده.

ورفضت محاكم الاحتلال طلبات متكررة من محامي “أبو حميد” للإفراج عن موكله، رغم ظروفه الصحية الصعبة.

وزارته عائلته خلال فترة علاجه وتدهور صحته، مرات معدودة ولفتراتٍ قصيرة كان آخرها مساء الاثنين (19/12/2022) بعد مناشدات وتدخلات من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، قبل أن يسمح مجددا لوالدته وشقيقته بعيادته في “آساف هروفيه” مساء الإثنين 19 ديسمبر لإلقاء نظره الوداع الأخيرة عليه.

رسالة مؤثرة

وفي إحدى زياراته العائلية بمنتصف سبتمبر أيلول 2022، وجه ناصر أبو حميد، رسالة مؤثرة إلى الشعب الفلسطيني، جاء فيها: “أنني أولا فلسطيني وأنا أفتخر، أترك خلفي شعبًا عظيمًا لن ينسى قضيتي وقضية الأسرى، وأنحني إجلالاً وإكبارًا لكل أبناء شعبنا الفلسطينيّ الصابر”.

وأضاف في رسالته: “تعجز الكلمات عن كم هذا المشهد فيه مواساة وأنا (مش زعلان) من نهاية الطريق لأنه في نهاية الطريق أنا بودع شعب بطل عظيم، حتى التحق بقافلة شهداء فلسطين، وجزء كبير منهم هم رفاق دربي وأنا سعيد بلقائهم”.

وتؤكد عائلة “أبو حميد” بالإضافة لمؤسسات معنية بالأسرى، أن ما وصل إليه “ناصر” كان سببه الإهمال الطبي المتعمد وعدم إعطاء العلاج المناسب في الوقت المناسب.

https://paltodaytv.com/post/146431/%D9%85%D9%86-%D9%87%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D9%8A%D8%AF-%D9%86%D8%A7%D8%B5%D8%B1-%D8%A3%D8%A8%D9%88-%D8%AD%D9%85%D9%8A%D8%AF

الاخبار العاجلة
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لمنحك أفضل تجربة ممكنة.
موافق