سطَّر الكاتب المُبدع والصديق أكرم عطا الله مقالا في جريدة الأيام بتاريخ 5 ديسمبر الجاري بعنوان (الكتابة في عصر المال مجرد ثرثرة !!!) وفد استهجنت العنوان قبل أن أقرأ المقال بالرغم من أن الكاتب أردف العنوان بثلاث علامات تعجب، ولكن بعد أن قرأت المقال وجدت أن الكاتب أبدع في المحتوى ولكن العنوان ظلم المضمون أو أوحى بغير ما يقصده الكاتب، حيث مضمون المقال الذي يشخص حالة التردي العربي ويُرجعها لسيطرة دول النفط على مراكز القرار السياسي العربي خو بحد ذاته تأكيد على أهمية الكتابة الملتزمة المتحررة من إغراءات المال وسطوة السلطة وأن الكتابة التي تفضح المستور ليست مجرد ثرثرة أو ترف فكري.
نعم هناك كتابات مجرد ثرثرة أو ترف فكري أو تندرج في سياق الارتزاق وتملق ذوي السلطان أو يسعى صاحبها للشهرة وما أكثر أشباه الكُتَاب من هذا النوع في هذه الأيام، ولكن في زمن الرداءة العربية الذي شخصه الكاتب فإن الكتابة ودور المثقف الملتزم أو العضوي تصبح مهمة نضالية لمواجهة المال السياسي المشبوه وحَمَلة البنادق، ويصبح من يمتطي صهوة القلم الحر والكلمة الصادقة أكثر تأثيرا ممن يتربعون على كراسي السلطة، بل تصبح الكتابة أهم سلاح يمكن اللجوء إليه لمواجهة تغول الجهلة الذي يملكون المال والسلاح ويسيطرون على السلطة بغير حق.
ونقصد بالكتابة كل أشكال التعبير عن رأي أو موقف وطني ملتزم، وهي تشمل: الكتاب والمقالة والقصيدة و الرواية والأغنية والفنون التشكيلية الخ. كانت ريشة ناجي العلي وكلمات غسان كنفاني واشعار محمود درويش أكثر تأثيرا من قيادات سياسية كثيرة ومن بعض التنظيمات المسلحة.