مجزرة صبرا وشاتيلا: قراءة مغايرة

18 سبتمبر 2020آخر تحديث :
مجزرة صبرا وشاتيلا: قراءة مغايرة

لو استعرضنا المجازر التي تعرض لها الشعب الفلسطيني لوجدنا أنها لا تقل في هولها عن المجازر التي تعرض لها اليهود وينسبونها لالمانيا النازية أو لغيرها، والفرق أن الحركة الصهيونية وماكنتها الإعلامية تستطيع توظيف معاناة اليهود وتضخيمها لخدمة المشروع الصهيوني ولا تساوم أو تجامل في الموضوع ودون أن تبحث إن كان الضحايا اليهود مذنبين أم لا أوالسبب في الاضطهاد المزعوم، أو تستمع لرواية الطرف الثاني. أما في الحالة الفلسطينية فهناك تقصير في توصيل الرواية الفلسطينية وكشف المجازر وكل صنوف الاضطهاد التي تعرض لها الفلسطينيون على يد الصهاينة أو على يد غيرهم من عرب وعجم، وقد رأينا كيف أن بعض اليهود من المؤرخين الجدد هم الذين كشفوا عن بعض جرائم الصهاينة خلال حرب 1948. وعندما نتحدث عن مجازر تم ارتكابها من غير اليهود وعلى يد أطراف عربية نستحضر مجزرة مخيم تل الزعتر الذي حاصرته الميليشيات المسيحية والجيش السوري لمدة 52 يوماً ثم تم قصفه وتدميره نهائيا في اغسطس 1976 وقتل من ابناء المخيم حوالي 4250 فلسطينياً، وما تعرض له الفلسطينيون من مجازر في الكويت بعد تحريرها من الجيش العراقي 1991 بتهمة التعاون مع نظام صدام حسين.وما جرى ويجري في المخيمات الفلسطينية في سوريا من مجازر وتدمير للمخيمات ومصير الآلاف من المفقودين والإذلال المتواصل للفلسطينيين في مخيمات لبنان.

اما بالنسبة لمجزرة صبرا وشاتيلا قبل سبعة وثلاثين عاماً فإنها جريمة يندى لها جبين البشرية ليس فقط لكثرة عدد الضحايا حيث يتراوح العدد ما بين 2000 و 3000 والذين تم قتلهم بالسلاح الابيض على مدى 36 ساعة متواصلة ، بل لأن الذين قاموا بالقتل المباشر كانوا ممن يحسبون بأنهم عرب وهم حزب الكتائب اللبناني وحزب الاحرار ومن قاد الهجوم وأشرف على عملية القتل مباشرة هما إيلي حبيقة وسمير جعجع، الأول تم اغتياله في تصفية حسابات لبنانية وسورية داخلية والثاني ما زال يتولى مناصب قيادية عليا في حزب الكتائب وفي الدولة اللبنانية. صحيح أن الجيش الإسرائيلي كان يحتل بيروت وهو الذي فتح الطريق أما عصابات القتل لدخول المخيمين وأمن لهم الدخول والخروج، وصحيح أن المحكمة العليا في إسرائيل حملت اريل شارون المسؤولية عن المجزرة ، ولكن علينا الاعتراف بأن الصهاينة لم يقتلوا شخصا واحدا في صبرا وشاتيلا ومن قام بالقتل ميليشيات حزب الكتائب.

إن كانت القيادة الفلسطينية جاملت كثيراً وما تزال تجامل وتتجنب قول الحقائق حول ما عاناه الفلسطينيون من مجازر وإذلال وإهانة في البلدان العربية وما زالوا يعانون، خشية من صدام مع هذه الدولة العربية أو تلك فعلينا جميعا عدم الصمت ويجب كشف الحقائق وخصوصا بعد انكشاف حقيقة الأنظمة العربية ومواقفها تجاه القضية الفلسطينية.

الاخبار العاجلة
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لمنحك أفضل تجربة ممكنة.
موافق