طوال عقود من الصراع العربي والفلسطيني مع إسرائيل كان الغرب يرفض أي مواقف تطالب بمقاطعة إسرائيل رياضيا أو اقتصاديا أو اكاديميا أو فنيا بحجة عدم الخلط بين السياسة والمجالات الأخرى المُشار إليها، بل تم معاقبة ومحاصرة أكاديميين ورياضيين ومفكرين ورجال أعمال ومؤسسات مجتمع مدني، عرب وحتى أوروبيين وأمريكيين، لأنهم خلطوا بين السياسة والاقتصاد وقاطعوا إسرائيل أو مقاطعة نشاطات يشارك فيها إسرائيليون، وحتى على مستوى المؤسسات والأنشطة الدولية كان الغرب يحث العرب والمسلمين على المشاركة مع نظرائهم الإسرائيليين بغض النظر عن الخلافات السياسية .
أما عندما غزت روسيا أوكرانيا فقد تجاهل الغرب كل مقولاته وتنظيراته السابقة حول عدم الخلط بين السياسة والمجالات الأخرى، حيث يطلب من الجميع مقاطعة ومعاقبة روسيا في كافة المجالات بل ويحث الرياضيين والاكاديميين والفنانين ورجال الأعمال والمؤسسات البنكية على مقاطعتها بل ويهدد بمعاقبة كل من لم يلتزم بالعقوبات الغربية على روسيا، فهل هناك احتلال شرعي واحتلال غير شرعي؟ وهل القيم والمبادئ الإنسانية تختلف من مجتمع لآخر؟.