أهداف اسرائيل تتجاوز حماس وسلاحها

14 أبريل 2025آخر تحديث :
أهداف اسرائيل تتجاوز حماس وسلاحها

 بالرغم من كل ما قدمته حركة حماس من مرونة في مفاوضات القاهرة اليومين الماضيين تستمر إسرائيل رفض وقف الحرب ،وهذا يؤكد ما سبق أن كتبنا عنه مطولاَ أن مشكلة إسرائيل في قطاع غزة وسبب شن حرب الإبادة والتطهير العرقي لم يكن حركة حماس وسلاحها ولا المخطوفين الإسرائيليين ،حيث تم تدمير غالبية قدرات حماس العسكرية كما انتهت جبهة الدعم والاسناد الإيرانية الشيعية كما لم يتبقى إلا القليل من الأسرى الإسرائيليين والكل يعرف وخصوصا دولة قطر كيف كانت علاقة حماس بإسرائيل طوال ١٧ سنة ،بل هدف إسرائيل أبعد من ذلك ووجدت في عملية طوفان الأقصى الحمساوية فرصة لتحقيقها أو التسريع بها وهي:

١-استهداف قطاع غزة بشكل عام بسبب تاريخه ودوره في احتضان المشروع الوطني التحرري، وتهجير سكانه لهذا السبب.

٢- استهداف المشروع الوطني التحرري وتصفية القضية الفلسطينية ومن هنا نلاحظ التلازم بين ما يجري في القطاع وما يجري في الضفة والقدس من تسريع وتيرة الاستيطان والتهويد واقتحام للمخيمات ومحاصرة السلطة الفلسطينية ومحاولة تصفيتها.

٣- فرض تحولات جيواستراتيجية في المنطقة العربية تتوافق مع مصالحها الاستراتيجية المستقبلية وقد بدأت ذلك بخديعة التطبيع من أجل السلام الابراهيمي في الفترة الأولى لحكم ترامب ثم تحاول استكمال المخطط بالحرب في حقبة ترامب الثانية دون حتى الحاجة لخطاب السلام.

٤- إن إطالة أمد الحرب يضمن استمرار نتنياهو واليمين المتطرف في الحكم لأطول فترة ممكنة.

لو أن حماس لم تقم بداية بطوفانها وتخلت عن المعاندة والمكابرة في بداية المفاوضات لكان من الممكن تعطيل هذا المخطط الصهيوني الاستراتيجي وما كانت كل هذه الخسائر وهذا الدمار ،ولكن الآن أخشى أن الأمور وصلت لدرجة  حتى تسليم حماس كل المخطوفين الإسرائيليين وتخليها عما تبقى من سلاحها لن يردع العدو من تنفيذ أهدافه ولن ترجع الأمور كما كانت ،وهنا يكمن مأزق حماس ومأزق القضية الفلسطينية ،والحل الوحيد هو تحرك عربي ودولي رسمي وشعبي، جاد لإجبار إسرائيل وقف الحرب ولو مؤقتا مقابل تخلي حماس عن سلاحها ومغادرة المشهد الفلسطيني عسكرياَ وسياسياَ. 

Ibrahemibrach1@gmail.com

الاخبار العاجلة
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لمنحك أفضل تجربة ممكنة.
موافق