مرة أخرى،عبثية حوارات المصالحة

12 نوفمبر 2020آخر تحديث :
مرة أخرى،عبثية حوارات المصالحة

من تابع سرعة تطور الأحداث على مستوى ملف المصالحة منذ لقاء أمناء الفصائل في بيروت ورام في الثالث من سبتمبر الماضي يشعر بالدهشة والاستغراب بالنسبة لسرعة هذا التقارب والتناغم ووقف عمليات التحريض والتشكيك المتبادل حيث لم نسمع لأشهر أية اتهامات أو انتقادات أو اساءات من طرف لطرف كما كان يجري منذ تأسيس حركة حماس 1987.

 كل ذلك خلق تفاءلاً حذراً كما هي العادة بعد كل اتفاق مصالحة، ولكن هذه المرة ليس مصدر الحذر أن حركتي فتح وحماس تفاهمت على كل القضايا الخلافية التي استمر الحوار حولها لعشرة سنوات بدون فائدة لأن لا أحد يعتقد أنهم حلوا كل الإشكالات العالقة، بل كان مصدره أن تحريك ملف المصالحة كان بسبب خوف الطرفين من خطر يهددهما كما يهدد مستقبل القضية الفلسطينية وهو ما راج من حديث عن تشكيل قيادة بديلة.

تجاهل كل الخلافات واتفاقات المصالحة السابقة والاتفاق على الدخول مباشرة في عملية الانتخابات وإن كان هذا مطلب شعبي إلا أنه يثير تساؤلات كثيرة، فالاتفاق جرى في ظل خلاف مع جامعة الدول العربية ومحور مصر والسعودية والإمارات وتقارب من محور قطر وتركيا، فهل يمكن لمصالحة برعاية هذا المحور الأخير أن تنجح وفي نفس الوقت تلتزم بها دول المحور الأول وخصوصاً مصر؟ وهل من الحكمة تجاهل دول المحور الأول وخصوصا مصر والسعودية، بالإضافة إلى تساؤلات كثيرة بشأن الانتخابات وإن كانت لمجلس تشريعي لسلطة الحكم الذاتي أم مجلس تشريعي للدولة، وإن كانت انتخابات في ظل سلطة الحكم الذاتي فكيف ستمارس الحكومة المنبثقة عن الانتخابات صلاحياتها إن استمر وقف العمل بالاتفاقات الموقعة مع إسرائيل.

للأسف كل التفاؤل ولهجة المصالحة المخادعة لم يستمر إلا أسابيع ولم يتم انجاز أي من الوعود التي تم قطعها في لقاءات المصالحة الجديدة، وجاء فشل ترامب واحتمال تغير السياسة الامريكية نسبيا تجاه الفلسطينيين ليتم طي صفحة المصالحة ولو مؤقتاً، مع أن المرحلة القادمة تحتاج لوحدة وطنية سواء إن عادت المواقف الامريكية المعادية للشعب الفلسطيني أو تم العودة لطاولة المفاوضات.

ibrahemibrach1@gmail.com

الاخبار العاجلة
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لمنحك أفضل تجربة ممكنة.
موافق