مخطط واحد بأدوات مختلفة

قد يبدو عدم وجود علاقة بين ما يجرى في المسجد الأقصى ومدينة القدس من ناحية وما يجري في قطاع غزة من ناحية أخرى ،فالمنطقتان متباعدتان والأحداث كما يبدو تحركها دوافع مختلفة وظروف كل منطقة مختلفة عن الأخرى ، بالرغم من ذلك نعتقد أن رابطا بين ما يجري في القدس وما يجري في غزة ،ففي الحالتين تجري محاولات صهيونية مستميتة لفصل هاتين المنطقتين عن سيطرة السلطة الوطنية الفلسطينية وبالتالي عن أراضي الدولة الفلسطينية الموعودة ، نجاح هذه المحاولات سيجعل أي حديث عن الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية مجرد لغو ولا أساس موضوعي له على أرض الواقع .ما يجري في هاتين المنطقتين المركزيتين من أراضي السلطة الفلسطينية هو نتيجة جهد واشتغال استراتيجي إسرائيلي تم فيه توظيف خصوصية مدينة القدس من الناحية الدينية ،والتباس علاقة الأماكن المقدسة في القدس بكل من الأردن والسلطة الفلسطينية وإسرائيل ،أيضا الخلافات الفلسطينية الداخلية وخصوصا سيطرة حماس على قطاع غزة ،بالإضافة إلى أزمة وأخطاء السلطة الفلسطينية في التعامل مع هاتين المنطقتين .