خلال هذه الجولة الأخيرة من الحرب فقد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة حوالي ربع مليون ما بين شهيد ومفقود وجريح وأسير بالإضافة الى شهداء وجرحى وأسرى الضفة الفلسطينية ،وحتى لو سلمنا بالإحصاءات الرسمية لوزارة صحة غزة بأن عدد الشهداء حوالي ٧٥ ألف، فإن وسائط التواصل الاجتماعي والفضائيات والأحزاب لا تذكر إلا أسماء القادة في المقاومة وتصفهم بالأبطال ويتم تخليد ذكراهم وينعم ابناءهم من بعدهم بعيش رغيد ومال وفير ،وهؤلاء يُعدوا بالعشرات فقط، أما الغالبية العظمى من الشهداء فهم مجرد أرقام في السوشيال ميديا وسجلات وزارة الصحة لا يحزن عليهم أو يتذكرهم إلا ذويهم.
بينما صنعت السوشيال ميديا (أبطال) ومشاهير بآلاف من السياسيين والإعلاميين الذين يملؤون الدنيا ضجيجاً ويصولون ويجولون في ميدان الميديا مجتهدين ومجاهدين في ميدان التنظير عن المقاومة والحرب والدفاع عن الأمة وثوابتها، مخونين هذا أو مكفرين ذاك وموزعين نصائحهم ذات اليمين وذات الشمال، وكلهم تقريباً لم يخوضوا معركة أو يشهدوا حرباً حقيقية، وهدفهم الشهرة والكسب المالي وليس مصلحة الوطن!
أبطال ومشاهير السوشيال ميديا الذين يتنافسون على من يحوز أكثر من غيره على لايكات الإعجاب والمتابعين، شغلوا البسطاء والسُذج من الشعب وشتتوا تفكيرهم بمناكفاتهم وسخافات بعضهم على حساب القضايا الوطنية المركزية.
الأبطال الحقيقيون هم الشهداء والأسرى والجرحى، والصامدون من الرجال والنساء والأطفال داخل قطاع غزة وفي مخيمات وقرى الضفة الغربية.
Ibrahemibrach1@gmail.com



















