ولد في قرية يبنا الواقعة بين المجدل ويافا. والده: علي عبد الحفيظ؛ زوجته: جميلة الشنطي؛ ابناه: محمد، وأحمد؛ بناته: إيناس، وسمر، وآسيا، وأسماء.
لجأت أسرته، بعد نكبة 1948 واحتلال القوات الصهيونية قريته، إلى قطاع غزة واستقرت في مخيم خان يونس للاجئين الفلسطينيين وكان عمره وقتها ستة شهور، فنشأ في المخيم بين تسعة إخوة وأختين.
درس عبد العزيز الرنتيسي في المدراس التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، واضطر للعمل وهو على مقاعد الدراسة كي يساهم في إعالة أسرته الكبيرة التي كانت تمر بظروف صعبة، وأنهى دراسته الثانوية في سنة 1965.
كان عبد العزيز الرنتيسي من المتفوقين في المدرسة، وهو ما أهّله للحصول على منحة دراسية في مصر على حساب “الأونروا”، فالتحق بكلية الطب في جامعة الإسكندرية وتخرج فيها طبيباً في سنة 1971.
عمل الرنتيسي، بعد تخرجه، طبيباً في “مستشفى ناصر” في مدينة خان يونس، ثم عاد إلى جامعة الإسكندرية في سنة 1974 كي يتخصص في طب الأطفال، ونال في سنة 1976 درجة الماجستير في طب الأطفال.
بعد رجوعه إلى قطاع غزة في سنة 1976، استأنف الرنتيسي عمله في “مستشفى ناصر” الحكومي رئيساً لقسم طب الأطفال، وكان من عادته أن يجوب على قدميه في المناطق القريبة من مدينته لمساعدة وعلاج الأطفال من الفقراء مجاناً.
تأثر الرنتسيي أثناء دراسته في مصر بأفكار “جماعة الإخوان المسلمين”. ولما عاد إلى قطاع غزة، التحق بالجماعة وبات من أبرز قيادييها في محافظة خان يونس. كما كان عضواً في هيئة إدارة “المجمع الإسلامي”، و”الجمعية الطبية”. كما عمل الرنتيسي محاضراً في كلية العلوم التابعة لـ”الجامعة الإسلامية” في غزة لدى افتتاحها في سنة 1978.
فصلته سلطات الاحتلال الإسرائيلي من عمله في “مستشفى ناصر” في سنة 1983، وخضع للاعتقال لأول مرة في تلك السنة على خلفية تنظيمه حملة لمقاطعة دفع الضرائب إلى سلطات الإحتلال.
عاد الرنتيسي في سنة 1986 إلى مزاولة التعليم في “الجامعة الإسلامية” في غزة، وأصبح مشرفاً على مستوصف الجامعة.
كان عبد العزيز الرنتيسي أحد قياديي جماعة “الإخوان المسلمين” السبعة، الذين اجتمعوا في منزل الشيخ أحمد ياسين في 9 كانون الأول/ ديسمبر 1987 وقرروا تأسيس “حركة المقاومة الإسلامية” (حماس)، التي تحوّلت سريعاً إلى قوة رئيسية من قوى الانتفاضة الشعبية الفلسطينية.
وبسبب نشاطه المناهض للاحتلال، اعتقلته السلطات الإسرائيلية للمرة الثانية في شباط/ فبراير 1988 وبقي في سجونها حتى أيلول/ سبتمبر 1990. وبعد إطلاق سراحه، عادت واعتقلته إدارياً للمرة الثالثة لمدة عام في كانون الأول/ ديسمبر 1990.
كان الرنتيسي من ضمن 415 ناشطاً فلسطينياً من حركتَي “حماس” و”الجهاد الإسلامي”، أبعدتهم سلطات الاحتلال الإسرائيلي في 17 كانون الأول/ ديسمبر 1992، إلى قرية “مرج الزهور” في جنوب لبنان، واختير ليكون ناطقاً رسمياً باسمهم. في 15 كانون الأول/ ديسمبر 1993، عاد مع رفاقه (ضمن تسوية أميركية – إسرائيلية – فلسطينية كانت قد أُبرمت في نيسان/ أبريل 1993) إلى الوطن، غير أنه وُضع فور عودته رهن الاعتقال الإداري. وكان الرنتيسي قد عارض “اتفاق أوسلو” ودعا إلى الاستمرار في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي بجميع الوسائل. في آب/ أغسطس 1995، أصدرت محكمة إسرائيلية عسكرية، حكماً بسجنه الذي تواصل حتى نيسان/ أبريل 1997.
في نيسان 1998، خضع الرنتيسي، الذي شغل منصب الناطق الرسمي باسم حركة “حماس”، للاعتقال على أيدي الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية، وأفرج عنه بعد 15 شهراً بسبب وفاة والدته. ثم اعتقل بعدها ثلاث مرات بين سنتي 2000 و2001، ليفرَج عنه بعد أن خاض إضراباً عن الطعام وبعد أن قصفت الطائرات الإسرائيلية السجن الذي كان معتقلاً فيه.
تعرض الرنتيسي في 10 حزيران/ يونيو 2003 لأول محاولة اغتيال نفذتها القوات الإسرائيلية، استشهد فيها أحد مرافقيه، وأصيب نجله أحمد بجروح خطيرة. ثم تعرض في أيلول من العام نفسه لمحاولة اغتيال فاشلة أخرى. كما تعرض لمحاولة اغتيال ثالثة في اليوم الثالث لاستشهاد الشيخ أحمد ياسين، نجا منها بأعجوبة، ولم تكشف عنها حركة “حماس” إلا بعد تأكيدها من قبل أجهزة الأمن الإسرائيلية.
كان الرنتيسي من ضمن ستة من قادة حركة “حماس” أشار إليهم الرئيس جورج بوش الابن بالاسم بصفتهم “إرهابيين عالميين”، وقرر تجميد ما قد يمتلكونه من ممتلكات في الولايات المتحدة الأميركية وحظر أي تعامل معهم.
بعد استشهاد الشيخ أحمد ياسين، في 22 آذار/ مارس 2004 ، بايعت حركة “حماس” الدكتور عبد العزيز الرنتيسي خليفة له في قيادة الحركة.
ولم يمضِ شهر على شغله هذا الموقع، حتى قامت مروحية إسرائيلية بإطلاق ثلاثة صواريخ على سيارته في قطاع غزة، في 17 نيسان 2004، ما أدى إلى استشهاده مع اثنين من مرافقيه.
وفي 18 نيسان 2004، شارك عشرات الآلاف من الفلسطينيين في تشييع جثمانه الذي انطلق من “مستشفى الشفاء” في مدينة غزة، وصُلي عليه في المسجد العمري الكبير، ثم دُفن في مقبرة الشيخ رضوان.
كان الدكتور عبد العزيز الرنتيسي قائداً سياسياً صلب العود، ذا شخصية قوية جذّابة، وكان إلى ذلك إنساناً متعدد المواهب، فهو، إلى جانب مواهبه العلمية، وتخصصه في طب الأطفال، كان كاتباً، وشاعراً، وخطيباً، نشر كتاباته السياسية وأشعاره في العديد من الصحف العربية، وفي موقعه النشط على الإنترنت الذي كان يتعرض لحرب إلكترونية متواصلة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي.