منذ بداية أحداث الشيخ جراح واقتحام جيش الاحتلال والمستوطنون للمسجد الأقصى والتجاوب الفلسطيني الشامل من داخل الخط الأخضر إلى قطاع غزة إلى الشتات وإلى الآن لم يتم الاستقرار على توصيح لما جرى ويجري، فهل هي هبة شعبية أم انتفاضة أم ثورة جديدة؟ وبالرغم من وجود قاسم مشترك بين ما يجري والهبات والانتفاضات والثورات السابقة مثل هبة البراق 1929 وثورة 1936 والثورة الفلسطينية منتصف الستينيات وانتفاضة 1987 ثم2000، القاسم المشترك هو العدوان الصهيوني ومحاولة الاستيلاء على الأرض الفلسطينية وتصدي الشعب الفلسطيني له ، إلا أن الأحداث الأخيرة تجمع ما بين كل ما سبق وتضيف عليها خصوصية تميزها وهي الشمولية لكل الشعب وتعدد أشكال المقاومة وتداعياتها إقليمياً ودولياً.
فهل ما جرى ويجري هبة أو انتفاضة أم ثورة أو مجرد حدث عابر ؟ وهل ما جرى انتصار مكتمل للمقاومة وللشعب ؟
نعت ما يجري بأي من المسميات السابقة قد يحتاج لوقت والأمر يتوقف على قدرة المستوى السياسي على استثمار ما يجري والبناء عليه وضمان استمراريته حتى يتم تحقيق الأهداف الوطنية التي يجب التوافق عليها . وفي هذا السياق نؤكد على أن ما جرى بطولة وصمود واستعداد للتضحية في سبيل الوطن لشعبنا في كل مناطق تواجده، والبطولة والصمود خطوة نحو النصر أو نصر غير مكتمل، ويجب الانتقال من الصمود والبطولة إلى الانتصار النهائي، وهذا يتطلب الانتقال من وحدة الشعب إلى وحدة القيادة ووحدة الهدف ووحدة الاستراتيجية الوطنية.