انكشاف مخاطر وعيوب التطبيع مع اسرائيل

1 ديسمبر 2025آخر تحديث :
انكشاف مخاطر وعيوب التطبيع مع اسرائيل

صحيح أن التطبيع مع دولة الاحتلال قرار سيادي لكل دولة ومسألة قبوله أو رفضه تخص شعب الدولة،ولكن ليس صحيحاً أن التطبيع لا يؤثر على ما تسمى العلاقات الأخوية بين الشعب الفلسطيني والدولة المُطبعة وعلى مسار الصراع .
قبل التطبيع كانت نظرة الدول غير المطبعة لإسرائيل ككيان استعماري عدواني، وحتى الثقافة الشعبية كانت سلبية جداً تجاه إسرائيل لأسباب قومية ووطنية ودينية،ولم تكن أنظمة الحكم تمانع في نشر هذه الثقافة إعلامياً وحتى في مناهج التعليم.
بعد موجة التطبيع الأخيرة بين اسرائيل ودول عربية خصوصاً الإمارات والبحرين والمغرب،حدث تحول تدريجي في الخطاب السياسي وفي الثقافة السياسية وحتى في مناهج التعليم،وكان الأمر يختلف من دولة إلى أخرى.
فبعد التطبيع لم يعد إعلام الدولة يستعمل مصطلح العدو الصهيوني ،كما حدث تغيير في مناهج التعليم ،في الكتب الخاصة بالتاريخ والدين فتم حذف كل ما يسيء لليهود أو يحرض ضدهم كما تم الحد من المظاهرات والندوات والمؤتمرات حول القضية الفلسطينية، بل وصل الأمر في بعض هذه البلدان منع رفع علم فلسطين في شوارعها.
أثناء متابعتى للفعاليات التي تجري كل عام بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، لاحظت الفرق بين الفعاليات في الدول المطبعة مع العدو والأخرى غير المطبعة،ليس فقط في حجم وعدد الفعاليات ومدى تجاوب الجمهور معها بل أيضاً في الخطابات التي يتم القاءها من المسؤولين أو الشعارات التي تُرفع ويتم ترديدها.
كانت الخطابات والكلمات من المسؤولين الرسميين وقادة الأحزاب وحتى الكلمات التي ألقاها سفراء فلسطين في الدولة المطبِعة باهتة وحذرة،فقد تحدثوا عن دعم الشعب الفلسطيني ومعاناته وضرورة الوقوف إلى جانبه ولكن لم تتم الإشارة إلى اسرائيل المتسبب بهذه المعاناة وما ترتكبه من جرائم وكأن الفاعل مجهول وليس دولة الكيان العنصري الارهابي الذي تربطهم به علاقات وثيقة ووقعوا معه اتفاقات أمنية وعسكرية استراتيجية بل حتى لم ترد كلمة إسرائيل في بعض الخطابات والكلمات الرسمية!
Ibrahemibrach1@gmail.com

الاخبار العاجلة
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لمنحك أفضل تجربة ممكنة.
موافق