ضمن الجدل حول وقف إطلاق النار ومطالبة غالبية دول العالم والسلطة الفلسطينية وغالبية سكان قطاع غزة، حركة حماس بتسليم المخطوفين الاسرائيليين والتخلي عن سلاحها حتى لا تكون ذريعة لإسرائيل للاستمرار في جرائمها من قتل وتدمير وجوع في قطاع غزة ومواصلة مخطط التهجير، يرد بعض قيادات حماس وبعض المناصرين عبر الفضائيات بالقول: وهل توجد ضمانات أنه في حالة حدوث تسليم المخطوفين والتخلي عن السلاح ستُوقف إسرائيل الحرب وتنسحب من القطاع ويتوقف مخطط التهجير؟
وهذا سؤال ينطبق عليه المثل (قول حق يراد به باطل) بمعنى أنه بالفعل لا توجد ضمانات لعدم استمرار إسرائيل بالحرب حتى لو أخذت رهائنها وتخلت حماس عما تبقى عندها من سلاح لأنه كما كتبنا في بداية الحرب أكثر من مرة بأن أهداف إسرائيل من الحرب ليس استعادة المخطوفين والقضاء على حركة حماس التي ساعدت إسرائيل على وجودها وأمدتها بكل ما يلزم بمساعدة قطر طوال ١٨ سنة بل توظف هاتين الكذبتين لتحقيق أهداف استراتيجية بعيدة المدى.
ولكن الفرق بين الحالتين أنه في حالة الاستجابة للمطالب الدولية بتسليم المخطوفين وخروج حماس من المشهد العسكري سيتم نزع الذرائع من إسرائيل وكشف أكاذيبها، وحتى لو لم تُوقف حربها فعلى الأقل قد تقبل بهدنة إنسانية يدخل خلالها الطعام والدواء ومستلزمات الحياة للقطاع وهو مطلبهم الرئيسي الآن، مما سيعطل مخطط تهجير سكان غزة.
والرد أيضاً على حجة حماس ومؤيديها :وهل في حالة استمرار حماس على عنادها واستمرت على مواقفها، ستنتصر على إسرائيل وتجبرها على الانسحاب من كل القطاع والعودة لخطوط ما قبل السابع من أكتوبر ٢٣ وفتح المعابر وإعادة الإعمار ووقف مخطط التهجير؟ أم أن هذا الاستمرار على العناد هو الذي يساعد إسرائيل على تنفيذ كل أهدافها مع سقوط المزيد من شهداء القصف والجوع؟
Ibrahemibrach1@gmail.com