ما بين السيء والأكثر سوءاً

13 يوليو 2025آخر تحديث :
ما بين السيء والأكثر سوءاً

اذا كان اتفاق أوسلو الذي وقعته منظمة التحرير عام ١٩٩٣ سيئاً، وهو الذي فتح الطريق أمام التفاوض على قضايا الوضع النهائي ووجود سلطة فلسطينية وضعت أُسساً للدولة من مؤسسات وبعثات دبلوماسية، كما أدى لإطلاق سراح آلاف الأسرى وبنى مطاراً وفتح المعابر طوال اليوم الخ، وهو سيئ بالفعل مقارنة بالأهداف الكبرى للشعب والثورة الفلسطينية؟ كما أن تطورات الأحداث أكدت عدم مصداقية العدو في تحقيق السلام.

ولكن هل كانت ردة فعل وتصرف المعارضين لأوسلو هو الصحيح؟ وإن كان صحيحاً انطلاقاً مما ألت اليه الأمور، وهو ما توصل إليه أبو عمار نفسه بعد عام ٢٠٠٠، فهل كان نهجهم البديل عملياً صحيحاً؟ أم حاولوا تصحيح الخطأ بخطايا؟  وماذا نسمي الاتفاق المطروح

في (المفاوضات) الآن بين العدو الصهيوني وحركة حماس لوقف إطلاق النار حتى بشروط حركة حماس، وهي دخول المساعدات لجياع غزة التي كانت متخمة قبل طوفانهم، ووقف إطلاق النار، بعد أن تسبب طوفانهم   بخسارة ربع مليون فلسطيني ما بين قتيل ومفقود وأسير وجريح، وإعادة انتشار لجيش الاحتلال الذي سبق وأن خرج من القطاع خريف ٢٠٠٥، مع ضمانات بعدم ملاحقة قيادات حماس؟

فهل يكفي وصف اتفاق حماس بالسيئ؟ أم له مسمى آخر؟

واذا كان التنسيق الأمني بين السلطة وإسرائيل لتأمين المتطلبات الحياتية للسكان من طعام وشراب وصحة وتعليم وجوازات سفر ولم شمل عائلات والحفاظ على درجة من الهدوء والاستقرار لتجنب مخططات المدمرة…  خيانة كما تقول حماس وفصائل المقاومة، فماذا نسمي صمت إسرائيل على انقلاب حماس على سلطة أوسلو في قطاع غزة وعلى كل المشروع الوطني وتشكيل سلطة منافسة، وصمت اسرائيل على وجودها طوال ١٧ سنة ومدها بكل مقومات البقاء حتى بالمال الذي كان يصل لسلطة حماس من قطر عبر إسرائيل؟

ضعف منظمة التحرير الفلسطينية وعجزها عن تحقيق أهداف الشعب بالحرية والاستقلال والوصول للدولة لا يعني أن الفكرة الوطنية فاشلة كما لا يمنح شرعية لحركة حماس الاخونجية للهروب من الوطنية الى متاهات أيديولوجيات دينية عبثية والزعم إن الإسلام هو الحل أو أنها البديل للسلطة الفلسطينية ونهجها.

عدم تحقيق الأهداف الوطنية لمنظمة التحرير الفلسطينية وعلى رأسها حركة فتح لا يعني فشل الفكرة والمبدأ والقبول بالمنافس أو البديل الاسلاموي والإصرار عليه حتى وإن ألحق بالشعب والقضية خطايا تفوق بكثير أخطاء من سبقوهم. Ibrahemibrach1@gmail.com

الاخبار العاجلة
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لمنحك أفضل تجربة ممكنة.
موافق