ما يمكن التفاؤل بشأنه في قمة شرم الشيخ الذي أنهى أعماله مساء اليوم وفي مبادرة ترامب هو وقف إطلاق النار في قطاع غزة ووقف حرب الإبادة والجوع ودخول المساعدات ، وما دون ذلك من حديث عن السلام الشامل ووقف صراع ممتد ثلاثة آلاف سنة كما قال ترامب مجرد كلام وتمنيات وخصوصاً أن ترامب لم يذكر الدولة الفلسطينية ولا حل الدولتين حتى عندما تحدث أنه ضد ضم الضفة ولكنه لم يعارض الاستيطان وتدمير قرى ومخيمات في الضفة، كما تحدث عن شعب غزة وليس الشعب الفلسطيني.
وفي حقيقة الأمر فإن مبادرة ترامب لم تنطلق من إرادة حقيقية في تحقيق السلام أو إحساساً بمعاناة أهالي غزة بل لينقذ اسرائيل من الغضب العالمي وفقدان روايتهم لمصداقيتها والتحول في الرأي العام لصالح فلسطين والدولة الفلسطينية، ولأنه شعر أن كل ما يجري سينعكس سلباً على واشنطن نفسها سياسياً واخلاقياً واقتصادياً.
أما الترحيب الرسمي العربي والإسلامي بمبادرة ترامب فلأنهم وجدوا فيها ما يستر عجزهم وفشلهم في وقف حرب الإبادة في غزة .
المهم الآن التزام إسرائيل بكل بنود مبادرة ترامب ،وأن ينتهز الفلسطينيون هذه المبادرة والتحولات العالمية لإعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني وتحقيق ولو الحد الادنى للوحدة الوطنية وهو للأسف لا توجد مؤشرات على إنجازه،وان تتواصل جهود حل الدولتين ولا تقف عند حد الاعتراف بدولة فلسطينية وخصوصا ان الاعترافات الغربية جاءت بصيغة ملتبسة حتى دون ذكر دولة في الضفة وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشرقية .
Ibrahemibrach1@gmail.com
