ضعف السلطة وظاهرة (إمارة الخليل)

12 يوليو 2025آخر تحديث :
ضعف السلطة وظاهرة (إمارة الخليل)

ليس مطلوب من منظمة التحرير الفلسطينية وسلطتها إقامة الدولة الفلسطينية الآن ونحن نعلم أن الظروف الراهنة لا تسمح بقيامها بالشروط والمحددات الفلسطينية،ولكن مطلوب منها الحفاظ على وحدة الشعب ووحدة أرض الدولة ووقف حالة التشرذم داخل المجتمع الفلسطيني وأن تتعلم من تجاربها السابقة في التعامل مع معارضيها في داخل مناطق السلطة،فالحفاظ على وحدة الشعب والهوية أكثر أهمية لتحقيق الدولة من اعترافات الدول الأجنبية .

لم تتردد حركة حماس في منتصف أغسطس ٢٠٠٩ عن مهاجمة مسجد ابن تيمية في حي البرازيل في مدينة رفح وقتل عبد اللطيف موسى زعيم جند أنصار الله من السلفية الجهادية ومعه ٢٤ من جماعته ،عندما أعلن عن نيته الانفصال عن سلطة حماس وإعلان الخلافة ،وقبل ذلك وفي منتصف يوليو ٢٠٠٧ قامت حماس بانقلاب على السلطة الفلسطينية في قطاع غزة وأقامت ما سمتها حكومة ربانية هناك ،وفي الحالتين وقفت إسرائيل متفرجة على هذا الاقتتال الداخلي والتشرذم في المجتمع الفلسطيني بل وغذته وشجعت عليه بوسائل خبيثة متعددة، كما وقفت السلطة الفلسطينية عاجزة في الحالتين وخصوصاً في الحالة الثانية حيث قتلت وجرحت حركة حماس المئات من قوات الأمن الفلسطينيين ومن المدنيين ومع ذلك استمرت المنظمة في مد يدها لحماس للتصالح معها.

مع استمرار الانقسام وتعمقه سياسياً واجتماعياً وثقافياً واستمرار ضعف السلطة وعدم حزمها في مواجهة الخارجين عن القانون الفلسطيني، وبعد طوفان السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ الحمساوي الذي عجل في قيام إسرائيل بحرب الإبادة والتطهير العرقي في الضفة والقطاع … يتجرأ بعض زعماء العشائر في الخليل ،المدينة الأكبر في الضفة الغربية، ليعلنوا جهراً اعترافهم بالدولة اليهودية وانفصالهم عن السلطة الفلسطينية وعدم اعترافهم بها مطالبين بإقامة إمارة في الخليل والانضمام لما يسمى ( السلام الإبراهيمي) .

كل هذا يدل على استمرار محاولات العدو في استهداف وحدة الشعب والمجتمع وإثارة الفتنة و جعل حل الدولتين شبه مستحيل،ولكنه يعني أيضا استمرار ضعف السلطة حيث سكتت على ارهاصات هذا التمرد الأخير ولم تتدخل وهي ترى وتسمع بالاتصالات التي تجريها هذه الجماعات مع العدو وتسكت عن تكدس سلاح العائلات وخصوصاً في الخليل وكيف أن هذا السلاح لم يوجه للعدو والمسنوطنين الذين يعربدون في مدينة الخليل وقراها بل كان يستهدف الفلسطينيين أنفسهم من مدنيين ورجال شرطة.

اذا استمر صمت السلطة وصمت المجتمع وقواه الوطنية في الخليل وبقية مدن الضفة فقد تتوسع ظاهرة العشائر الخليلية وتمتد إلى المناطق الأخرى حيث ستتحول الضفة إلى شكل جديد من روابط القرى أكثر خطورة من سابقاتها.

Ibrahemibrach1@gmail.com

الاخبار العاجلة
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لمنحك أفضل تجربة ممكنة.
موافق