المقاومة الحقيقية في الضفة والقدس ويجب أن تكون هناك

23 أكتوبر 2020آخر تحديث :
المقاومة الحقيقية في الضفة والقدس ويجب أن تكون هناك

مع كامل التقدير والاحترام لشعبنا الفلسطيني العظيم في قطاع غزة وتاريخه المجيد في المقاومة والصمود ودفاعه عن الهوية الوطنية ومع تلمسنا لكل المعاناة التي تعرض لها في السنوات الأخيرة من موجات عدوان مجرم ومن حصار وتداعيات الانقسام، إلا أن قلقاً ينتابنا حول المقاومة ومستقبلها في قطاع غزة ومستقبل قطاع غزة بشكل عام.

 فبعد أن أصبحت المقاومة في غزة تتبنى استراتيجية دفاعية عن غزة وحكومتها وبعد أن أصبح الهم والشغل الشاغل للمواطنين النضال والجهاد من أجل ساعات كهرباء أكثر، حرية حركة أفضل عبر الحدود، خدمات صحية أفضل، ضمان استمرار الرواتب والخوف من قطعها أو تقليصها، الحصول على مائة دولار من قطر أو دحلان أو مساعدة الشؤون والأونروا، وتوفير لقمة العيش بشكل عام الخ. ومع أن هذا حق لهم، إلا أن هذه الانشغالات أخرجت قطاع غزة من معادلة الصراع الوطني مع الاحتلال وخصوصاً في ظل حكومة وسلطة تتبنى مشروع إسلامي متعارض مع المشروع الوطني.

المقاومة الحقيقية الموجودة اليوم أصبحت في الضفة ويجب أن تكون هناك، وفي الأصل فإن المعركة الحقيقية في الضفة والقدس وداخل الخط الأخضر حيث هناك يريد العدو الصهيوني توسيع دولته التوراتية المزعومة.

ففي الضفة والقدس وبالرغم من كل التضييق وقوة قبضة الاحتلال توجد مقاومة ميدانية للاحتلال والاستيطان، صحيح أنها ليست عنيفة ومحدودة إلا أن دلالاتها عميقة وتأثيرها على المشروع التوسعي الصهيوني أكبر وأكثر خطراً.  

مقاومة المواطن لقطعان المستوطنين ولحماية قطعة الأرض وأشجار الزيتون التي تُعيل العائلة، مقاومة ونضال يومي للعبور من المنزل إلى الأرض أو العمل ومن مدينة لمدينة، مقاومة الاعتداء على المقدسات ومصادرة الأراضي وهدم المنازل وتهويد أسماء الشوارع والمعالم التاريخية الفلسطينية، مقاومة مقاطعة منتوجات المستوطنات. في الضفة والقدس مقاومة متعددة الأبعاد، ثقافية واقتصادية وسياسية وعسكرية، وهناك يجب أن تتضافر جهود كل الأحزاب والفصائل وكل الشعب الفلسطيني لإفشال المخطط الصهيوني، بدلاً من المناكفات والصراعات على السلطة ومنافعها وعلى من سيحكم في قطاع غزة.  

Ibrahemibrach1@gmail.com

الاخبار العاجلة
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لمنحك أفضل تجربة ممكنة.
موافق