لا كرامة لفلسطيني إلا في وطنه

25 مايو 2024آخر تحديث :
لا كرامة لفلسطيني إلا في وطنه

يوم الجمعة الماضي وحوالي الساعة التاسعة مساء تعرضت لحادث سير في مدينة نصر في القاهرة،وبسببه فقدت الرشد ولم أستفق إلا وأنا جالس على الرصيف الثاني محاطاً بالمارة الذين حاولوا مساعدتي وكانت مشاعرهم في غاية النبل، وعندما سألت عما جرى قالوا إن فيزبا أو موتوسكل صدمني بشدة وجاء شرطي وعمل محضر، فسألت عن الشرطي فلم أجده ! وانفض الناس من حولي إلا ثلاثة فتية قالوا إنهم من رفح الفلسطينية من عائلات الشاعر وقشطة وطلبوا سيارة لتوصيلي حيث أقيم وأصروا على الركوب معي حتى أصل المنزل بالرغم من بعد المسافة،وعند الوصول أصروا أيضاً على دفع الأجرة ولم تنفع كل محاولاتي لثنيهم عن الأمر وعادوا في نفس السيارة.
هذه الحادثة وبالرغم من إن اصابتي طفيفة, إلى حين عمل صورة أشعة كاملة في أحد المستشفيات الخاصة, لفتت انتباهي لأمرين:
الأول أنه بالرغم من المعاملة الحسنة التي يجدها الفلسطيني في مصر ودور الدولة المصرية التاريخي في دعم الشعب الفلسطيني إلا أن عدم حصول الفلسطينيين على إقامة رسمية تضعهم أمام مشاكل لا حصر لها وتعرقل سير حياتهم الطبيعية،مثلاً ما تعرضت له وعدم وجود إقامة عطل استكمال الإجراءات اللازمة لمحاسبة الجاني ودخول المستشفيات الحكومية وهذاينطبق على أمور أخرى،فعدم وجود إقامة يضع عقبات أمام التقاضي أمام المحاكم في حالة حدوث نزاعات مع الغير وعدم قدرتهم على تسجيل أبنائهم في المدارس حتى الخاصة وصعوبة في فتح حسابات بنكية الخ مما يجعلهم يعيشون حالة عدم الاحساس بالاستقرار والأمان.
الملاحظة الثانية هي الشهامة الفلسطينية كما جسدها سلوك الشباب الذين وقفوا إلى جانبي وللأسف لم آخذ أرقام هواتفهم لشكرهم وشكر عائلاتهم .
نعلم أن الجهات الحكومية المصرية تبذل جهودا لحل مشاكل حوالي مائة ألف فلسطيني في مصر في ظل تشابك وتعقد المشهد السياسي بشكل عام وخصوصا في غزة وما يجري في رفح، ونتمنى أن تنجح زيارة الوفد الوزاري الفلسطيني برئاسة وزير الداخلية هب الريح في تذليل العقبات.

الاخبار العاجلة
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لمنحك أفضل تجربة ممكنة.
موافق