مقاومة الاحتلال حق مشروع للشعب الفلسطيني تدعمه كل الشرائع الدينية والدنيوية، ولكن المقاومة ليست عملاً ارتجالياً بل تخضع لحسابات الربح والخسارة وطنياً وليس حزبياً أو لحسابات عقائدية ملتبسة كما أنها تتكيف حسب ظروف الزمان والمكان، أيضا يجب الأخذ بعين الاعتبار طبيعة الاحتلال الاستيطاني الاجلائي وخصوصا في ظل الحكومة اليمينية المتطرفة التي لا تُخفي هدفها بتهجير الفلسطينيين سواء من غزة أو الضفة.
ومن هذا المنطلق، إذا كان استمرارهم بالقتال لن يؤدي لإجبار العدو على وقف حرب الإبادة ولا لانسحاب جيش الاحتلال ولا لمنع القتل اليومي للعشرات ولا وقف مخطط إعادة الاستيطان للقطاع، ولا حتى إنقاذ السكان من الجوع والمرض.
وعندما تؤدي مقاومتهم المسلحة الى تدمير مقومات صمود الشعب وثباته على أرضه وتعريضه لخطر التهجير …فلماذا تستمر حماس بالحرب وإطلاق صواريخ عبثية تبرر للعدو استمرار جرائمه ومخططاته؟
عندما تؤدي المقاومة المسلحة، حتى وإن كانت مشروعة مبدئياً، إلى تدمير مقومات صمود الشعب وتعريضه للتهجير ،وهو الهدف الرئيس للعدو الذي يسعى لإقامة دولة يهودية خالصة بدون سكانها الأصليين آنذاك يصبح هدف تعزيز صمود الشعب وثباته في أرضه والحيلولة بين العدو واستغلال أعمال المقاومة المسلحة لتنفيذ مخططاته، يصبح هذا الهدف له الأولوية وأهم من المقاومة والجهاد بل يتحول المقاومون ،بوعي منهم أو بدون وعي، لمنفذين لمخططات العدو.
Ibrahemibrach1@gmail.com