الهزيمة في معركة لا تعني خسارة الحرب ولا نهاية الصراع مع العدو أو فشل القضية التي يدافع عنها الطرف صاحب الحق سواء كان دولة أو حركة تحرر وطني. الحرب كر وفر، كما ان الهزيمة في مواجهة عسكرية لا تعني نهاية الصراع مع العدو، والصراع أشمل من الحرب وهذه الأخيرة أحد أدوات حل الصراع وإن فشلت هذه الأداة يمكن تجربة أدوات أخرى أو العودة للحرب بعد الإعداد الجيد لها، كما يمكن تجاوز تداعيات الهزيمة السياسية والنفسية والمادية إن أخذنا منها الدروس والعبر.
ولنأخذ عبرة من التاريخ، انهزم الرسول الكريم محمد في موقعة أحد ولم ينهزم الإسلام بل أعاد المسلمون تنظيم صفوفهم وانتصروا في المعارك اللاحقة وبعد وفاة الرسول ارتبك المسلمون وأرتد بعضهم عن الإسلام، فكانت خطبة أبو بكر الصديق الذي قال: أيُّها الناسُ، مَنْ كان يعبدُ محمدًا فإنَّ محمدًا قد مات، ومَن كان يعبدُ الله فإن اللهَ حيٌّ لا يموت، ، وهذا يعني أن الرسالة أو القضية لا ترتبط بشخص حتى وإن كان نبيا. وانهزمت المانيا واليابان وإيطاليا عسكريا في الحرب العالمية الثانية ولكنهم اعادوا بناء دولهم أفضل مما كانت قبل الحرب. وانهزمت مصر في حرب حزيران ١٩٦٧ ولكنها أعادت تنظيم قواتها واستعادت توازنها وانتصرت في حرب أكتوبر ١٩٧٣.
والخلاصة، إن صراعنا مع العدو طويل ولا يرتبط بحرب أو حركة سياسية أي كانت ولا بنتائج معركة من المعارك.
Ibrahemibrach1@gmail.com