ما زال العقل السياسي العربي بحاجة لمزيد من صدمات الصراحة حتى وإن كانت فجة أيضاً للصدمات الحضارية التي تكشف زيف ما يعتقدون إنها مُسلمات ومقدسات، حتى يخرج من غفوته ويعيد النظر بكثير من مكونات الثقافة السياسية والاجتماعية والدينية التي تجعل العالم العربي يتجه نحو مزيد من التفكك وفقدان هويته العربية وحتى الإسلامية الموحدة وبات موروثه التاريخي وخصوصاً الديني عائقاً أمام مواكبته لركب الحضارة.
كانت دول كثيرة ومنها ماليزيا الهند والصين وكوريا وحتى منتصف القرن العشرين في نفس الوضع الاقتصادي والمعيشي مع الدول العربية مثل مصر والمغرب حسب بيانات نشرها البنك الدولي منذ سنوات، ولكنها اليوم تندرج في ركب الدول الاكثر تحضراً وتقدماً علمياً، بالرغم من أن الهند مثلاً كانت خاضعة للاستعمار البريطاني ونفس الأمر بالنسبة للصين حيث خضعت لاحتلال من اليابان وبعض مناطقها لبريطانيا.
ومع أنه كان لهذه الدول، كالهند والصين، حضارات قديمة تسبق الحضارة العربية الإسلامية فإنها لم تلجأ لها وتتفاخر بها لمواجهة واقعها المتخلف أو تستنجد بالسلف الصالح بل تطلعت للمستقبل وقررت أن تخوض معركة الحضارة والحداثة متحررة من عبء التعلق بالتاريخ والسلف الصالح وأخذوا منهما فقط ما يؤسس للمستقبل وليس العيش في أوهام تاريخ قد يكون عظيماً في الماضي أما اليوم فلا مكان له إلا في المتاحف وكتب التاريخ.
وأخيراً لماذا الشريعة اليهودية المزعمة أو المُحرفة وحدت اليهود وتمكنوا من توظيفها لقيام دولة قوية وحديثة ومتطورة علميا؟ بينما الشريعة المحمدية بنسختها العربية زادت من فرقة المسلمين ولم تنتج سوى دويلات متخلفة عاشت الجزء الأكبر تحت الاستعمار وصنع الاستعمار بعضها، وتسود في بعضها ثقافة دينية تنشر التطرف والإرهاب كما تنشر الجهل والتخلف؟؟



















