مرة أخرى حول الموقف من المقاومة

28 يوليو 2025آخر تحديث :
مرة أخرى حول الموقف من المقاومة

يمكن تفهم التأييد العاطفي لقطاعات واسعة من الشعوب العربية والإسلامية للمقاومة المسلحة في فلسطين وخصوصاً في قطاع غزة، حتى وإن كان عن بعد ويقتصر على المظاهرات وجمع التبرعات وعلى مستوى شبكات التواصل الاجتماعي، وحتى إن كانت هذه المواقف لا ترتقي إلى ما هو مطلوب وأقل بكثير من تأثير الحِراك الشعبي في الغرب ضد جرائم الاحتلال وحرب الإبادة .

ولكن أن يكون هذا هو الموقف بالنسبة لأبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وداخل الخط الأخضر حيث يوجد الاحتلال وحيث أصل المشكلة وساحة الحرب الأساسية فهذا هو المستغرب ويحتاج إلى تفسير.

فهل هو نقص وخلل في الوطنية؟ أم تعبير عن واقعية سياسية لتجنيب الشعب خطر التهجير والدمار والموت وتكرار ما جرى لأهل قطاع غزة؟ وإن كانت واقعية سياسية من أجل المصلحة الوطنية، فلماذا يؤيدون المقاومة المسلحة في غزة ويعظمون من شأنها وقدرتها على تحقيق الانتصار على العدو ويخونون كل من ينتقدها، وفي نفس الوقت يتهربون من ممارستها في مناطقهم وعلى بقية الأراضي الفلسطينية؟

لماذا، من منظور حركة حماس والجهاد والشعبية، على أهل غزة فقط أن يكونوا (أصحاب الأخدود) والمجاهدين المرابطين في (أكناف بيت المقدس) وحماة القدس والأقصى والمدافعين عن شرف الأمة والعقيدة؟ بينما بقية مدن فلسطين خارج هذا التصنيف مع أنهم أقرب للقدس والمسجد الأقصى؟

ولماذا مطلوب من فلسطينيي قطاع غزة الدفاع عن العقيدة ومقدسات لا تخصهم وحدهم بل تخص ٢ مليار مسلم غير معنيين بمصير القدس والأقصى إلى درجة التشكيك بأنها مقدسات إسلامية بالفعل؟

ولماذا مطلوب من أهالي قطاع غزة أن يصبروا على تدمير بيوتهم وكل مقومات البقاء كبشر حتى الموت جوعاً دفاعاً عن (شرف الأمة) التي لم تكلفهم بذلك بل حتى لا تشعر أن شرفها مُنتَهك، بل كثير منها تربطهم بإسرائيل علاقات دبلوماسية واتفاقات اقتصادية وأمنية؟

وحتى مع افتراض أنها حركة وطنية تقاوم من أجل فلسطين وتحريرها فلماذا تخوض المواجهة وحدها وبأهل غزة وحدهم؟

ويبقى السؤال مشرعاً ومشروعاً: هل تحارب وتقاتل حركة حماس بالفعل دفاعاً عن الأمور المشار اليها أم لأهداف أخرى؟

وهل حركة حماس وحدها على صواب في قرارها بخوض الحرب والآخرون مخطئون؟

الاخبار العاجلة
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لمنحك أفضل تجربة ممكنة.
موافق