نصر حركة حماس القادم
عندما تُعلن بعض قيادات حماس في وقت متزامن عن ترحيبهم بالاعترافات بالدولة الفلسطينية وحل الدولتين،وحماس نفسها لم تعترف بها وبحل الدولتين وكانوا دائماً يطالبون بتحرير فلسطين من البحر إلى النهر، ويعتبرون أن هذه الاعترافات سببها طوفان الأقصى بل ويزعم بعضهم أنه لم تكن أي دولة تجرؤ على الاعتراف بفلسطين قبل طوفانهم متجاهلين وجود أكثر من مائة سفارة واعترف أكثر من ١٣٨ دولة بدولة فلسطينية وأنه خلال طوفانهم خمسة دول أوروبية فقط اعترفت بالدولة الفلسطينية وكلها لا تعترف بحماس وتعتبرها منظمة ارهابية كما تعترف بدولة إسرائيل.
الأمر هنا لا يقتصر على ترديد أكاذيب للتغطية على مأزقهم العسكري ومأزق المفاوضات وما سببوه من موت ودمار في قطاع غزة وعموم فلسطين بل مؤشر على مؤامرة جديدة على شكل توجه لإعلان الانتصار بعد وقف إطلاق النار وحتى قبله.
انتصار حماس القادم والذي سيتجاهل كل ما سببه طوفانهم من موت ودمار ،هو أنهم أعادوا القضية لواجهة الأحداث وحركوا الرأي العام العالمي وكشفوا حقيقة دولة الاحتلال وجعلوا الدولة الفلسطينية محل الاهتمام وتحظى بمزيد من الإعتراف، وبذلك ستعمل حماس على ركوب موجة التحركات الشعبية العالمية والاعترافات بالدولة وتجييرها لصالحها ،وستجد دعماً وتشجيعاً ليس فقط من جماعة الإخوان المسلمين ووسائل اعلامها واسع الانتشار ومن قطر وفضائية الجزيرة بل أيضاً تشجيعاً خفياً من إسرائيل، لأنه من مصلحة هذه الأخيرة تعميق الخلافات الفلسطينية والتعامل مع جماعة اسلامية معروف مشروعها غير الوطني ولأي غرض تم تأسيسها ولا تعترف بها غاليية دول العالم بدلاً من التعامل مع منظمة التحرير الفلسطينية كعنوان وطني.
Ibrahemibrach1@gmail.com