في يونيو من العام الماضي كتبنا مقالاً نشرته عدة صحف ومواقع بعنوان (حتى لا تكون حرب أهلية في غزة بعد حرب الإبادة على غزة) وبعدها واصلنا التحذير من وصول الأمور لهذا الحد مع استمرار حرب الابادة واستمرار فشل المفاوضات وفشل جهود المصالحة الداخلية وزيادة الاوضاع الانسانية تدهوراً ثم المجاعة ومنع دخول المساعدات، وتشكيل اسرائيل ميليشيات مسلحة لمواجهة حركة حماس، حتى العائلات سلحت أبناءها وشكلت ميليشيات خاصة بها.
بالتأكيد أن يُقتل مواطن فلسطيني على يد فلسطيني أكثر ايلاماً على النفس من استشهاد ١٠ على يد الاحتلال، ولكن الواقع يقول إن هناك انزلاقاً نحو الحرب الأهلية كما شاهدنا اليوم في خانيونس جنوب قطاع غزة من اشتباكات بين عائلة المجايدة والقسام وجماعة سهم التابعة للحركة وسقوط العشرات ما بين قتيل وجريح وحتى وجود أسرى من الطرفين ،وقد سبق ذلك مواجهات بين مسلحي حماس وعائلات أخرى واعتداءات على المواطنين من اغتيال وتكسير أطراف وسحل في الشوارع الخ.
مأزق حماس السياسي والعسكري وتضارب تصريحات قادتها يزيد الوضع احتقاناً. فمثلاً عندما يطرح بعض قادتها أن سلاح حماس خط أحمر وهو سلاح الشعب ولحماية الشعب ولن يتم التخلي عنه إلا بعد التحرير وقيام الدولة، ومع ذلك يفشل هذا السلاح في حماية المواطنين من حرب الإبادة بل ويفشل في حماية قادتها وعناصرها وحتى توفير الغذاء للمواطنين.
كان على حركة حماس مراجعة نهجها في المقاومة المسلحة؟ والمراجعة لا تعني استسلام الشعب الفلسطيني او استسلام المقاومة لأن حماس ليست الشعب الفلسطيني وليست المقاومة بل مجرد حزب أو حركة مارست المقاومة منفردة وعلى مسؤوليتها.
أيضاً ماذا يعني أن يقول بعض قادة حماس إنها مستعدة لتسليم السلاح الهجومي مع احتفاظها بالسلاح الدفاعي؟! ألا يعني ذلك أنها تتخلى عن دورها كحركة لمقاومة الاحتلال وتتحول لحركة تدافع فقط عن سلطتها ووجودها في مواجهة المواطنين في القطاع؟
Ibrahemibrach1@gmail.com