ماذا تبقى من شرعية ومبرر لسلاح حماس؟

12 نوفمبر 2025آخر تحديث :
ماذا تبقى من شرعية ومبرر لسلاح حماس؟

منذ انقلابها على السلطة في قطاع غزة عام ٢٠٠٧ أصبح  سلاح المقاومة الذي كان يُفترض أنه سلاح لتحرير فلسطين الى سلاح سلطة وحكومة في قطاع غزة تحت الاحتلال وبتمويله المباشر أو غير المباشر من خلال الأموال القطرية ،ومنذ ذلك الوقت لم يستطع سلاح المقاومة الحمساوي حتى حماية القطاع وأهله في مواجهة موجات العدوان وآخرها حرب الإبادة الممتدة لعامين ،كما تحولت الحركة لجماعات مسلحة وأداة قمع للشعب في قطاع غزة الذي كان يُضرب به المثل في البطولة والشهامة والعزة والكرامة ، وحولته لجموع جياع ومتسولين ومتصارع مع بعضه البعض ويفقد مع مرور الوقت هويته وثقافته الوطنية الجامعة.

الآن ومع الجدل حول مسلحي حماس المحاصرين في أنفاق رفح يتأكد أن حماس تقبل بتقسيم القطاع إلى منطقتين: شرقاً الخط الأصفر ويستمر تحت حكم الاحتلال وربما تتم إدارته بمشاركة واشنطن وهي تفوق نصف مساحة القطاع، وأخرى غرباً ستبقى لحين من الوقت تحت سيطرة حماس محاصرة ودون إعمار.

مؤشرات هذا القبول أو التفاهم الحمساوي الأمريكي حول تقسيم القطاع واستمرار سلطة محدودة لحماس في غرب الخط الأصفر متعددة منها:

– قبول حماس بداية بمبادرة ترامب بعد أن كانت تصف واشنطن بأنها شريك للاحتلال في العدوان ومعادية للشعب الفلسطيني الخ.

– إعلانها الاستعداد للتخلي عن السلاح الهجومي، الصواريخ والأنفاق والأسلحة الثقيلة وهذه دمرتها اسرائيل بالفعل حلال الحرب، والاحتفاظ بالسلاح الدفاعي.

– ما قاله موسى أبو مرزوق في مقابلة مع قناة الجزيرة إن سلاح حماس هو وحده القادر على حماية حدود إسرائيل ومستوطنات غلاف غزة.

– مطالبة واشنطن لإسرائيل بالموافقة على خروج مسلحي حماس المحاصرين في أنفاق رفح شرق الخط الأصفر.

– فشل جهود التوصل لاتفاق حول اللجنة الفلسطينية التي ستتولى إدارة القطاع.

– تعثر تشكيل القوات الدولية التي ستدخل القطاع والخلاف حول دورها ومهامها.

بعد كل ذلك هل تبقى أي مصداقية للحديث عن سلاح مقاومة عند حركة حماس؟ وهل هذا السلاح المتبقي يستحق كل هذه المعاناة من موت ودمار وجوع لسكان القطاع هذا ناهيك عما يجري في الضفة من توظيف للأحداث في قطاع غزة للتعجيل بتنفيذ خطة الحسم وضم الضفة؟

إذا كانت حماس تقبل على نفسها أن تكون مجرد سلطة على جزء من القطاع تحت هيمنة إسرائيلية وأمريكية وتحمي حدود إسرائيل ومستوطنات غلاف غزة وتتوسل وتناشد العالم لإدخال الطعام والدواء للمواطنين… فما هو مستغرب صمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وحركة الجهاد على ما يجري وهل هم جزء من هذه التفاهمات والترتيبات؟ أيضا عجز السلطة ودولة فلسطين المفترضة عن فعل أي شيء لمواجهة ما يتم تخطيطه لقطاع غزة الذي هو جزء من دولة فلسطين المفترضة.

Ibrahemibrach1@gmail.com

الاخبار العاجلة
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لمنحك أفضل تجربة ممكنة.
موافق