يمكن فهم تغييب منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية عن مفاوضات الدوحة حول حرب غزة لأن الأطراف المتفاوضة – واشنطن وتل أبيب وقطر- متفقون على تكريس فصل غزة عن أراضي السلطة ودولة فلسطين وهم شركاء أصلاً في صناعة الانقسام.
ولكن المستَغرَب غياب أو تغييب مصر عن المفاوضات الأخيرة ؟مع أن مصر أكثر دولة معنية بما يجري في القطاع لاعتبارات جيواستراتيجية حيث مصر المنفذ الوحيد لقطاع عزة مع العالم الخارجي ولاعتبارات تاريخية وقومية ولاعتبارات الأمن القومي المصري.
ولا ندري كيف تقبل حركة حماس أن تتفاوض منفردة مع وسطاء -قطر وأمريكا- غير نزيهين ولا محايدين ،ولا تستعين بمصر الأكثر حرصاً على المصلحة الفلسطينية وعلى مستقبل القطاع ،وعلى أقل تقدير أكثر حرصاً من دولة قاعدة العيديد ؟ وهل مصر أبعدت نفسها عن قصد لأنها تعرف خطورة المفاوضات ونتائجها؟ أم تم ابعادها؟ وفي حالة الاتفاق على كل القضايا الخلافية فهل سيتم فرض الاتفاق على مصر ،التي لم تشارك في المفاوضات، وخصوصاً فيما يتعلق بمعبر رفح والإجراءات الأمنية، وحركة حماس طالبت بفتح معبر رفح وحرية الحركة خلاله للبضائع والأفراد؟
حتى البيانات التي تصدرها عن بُعد لا تجيب عن هذا السؤال؟