هذا الإصرار من دولة قطر على الاستمرار في الحديث عن المفاوضات وتمسكها كوسيط بين إسرائيل وحماس، حتى بعد استهداف إسرائيل لمقر إقامة قادة حماس في الدوحة، لا ينطلق من دوافع قومية أو إنسانية أو خدمة لفلسطين ورغبة بوقف الحرب، كما أنه ليس قرارا سياديا لقطر، بل هو جزء من مهمة مسنودة لقطر في الإقليم لخدمة المصالح الأمريكية والاسرائيلية.
وقبل الاسترسال حول المفاوضات يجب التذكير بما يلي:
- ما صرح به حمد بن جاسم وزير الخارجية ورئيس الوزراء السابق عن دور قطر في دعم وتمويل بالمليارات جماعات المعارضة في سوريا وليبيا وغيرها زمن فوضى الربيع العربي بما فيها الجماعات الإسلامية المتطرفة كداغش والنصرة وأن كل شيء كان يتم بطلب من واشنطن وتحت إشرافها.
- كانت قطر عرابة الانقسام الفلسطيني منذ البداية وساعدت على ديمومة سلطة حماس في القطاع لمدة ١٧ سنة من خلال المشاريع والأموال التي كانت تصل بالحقائب التي يحملها السفير العمادي لحماس بمعرفة وتنسيق مع اسرائيل وهو ما اعترف به نتنياهو نفسه، والهدف هو ديمومة الانقسام وإضعاف منظمة التحرير وإفشال مشروع حل الدولتين.
- تصريحات سفير قطر في واشنطن أيضا وزير الخارجية بأن قطر استضافت قادة حماس بطلب من واشنطن.
ضمن هذا الدور المرسوم لقطر في المشروع الأمريكي للشرق الأوسط الجديد تلعب قطر وقناة الجزيرة وجيش مرتزقتها من المحللين السياسيين والاستراتيجيين، ودور الوسيط بين حماس وإسرائيل جزء من هذا الدور وهدفها:
- الاستمرار في محاولة إبعاد مصر أو أية جهة أخرى عن المفاوضات وخفاياها، مع أن مصر هي المعنية الاولي في كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية وخصوصا قطاع غزة لاعتبارات جيواستراتيجية وقومية وتاريخية.
- مساعدة نتنياهو في تمرير اكاذيبه حول هدفه من الحرب وهي استعادة المخطوفين والقضاء على القدرات العسكرية لحماس، مع أن الكل بات يعرف ان ما تبقى من المخطوفين لم يعودوا مهمين لنتنياهو وأن أغلب القدرات العسكرية لحماس تم تدميرها، وبالتالي فإن استمرار الحديث عن المفاوضات والإطالة فيها يغطي على الهدف الاستراتيجي من الحرب.
- خلق وهم وتضليل للرأي العام بأن حماس ما زالت موجودة عسكريا وسياسيا وبالتالي قد يكون لها ولجماعة الإخوان المسلمين دور سياسي فيما يتم الترتيب له في الإقليم.
Ibrahemibrach1@gmail.com