حركة حماس ومؤيدوها في الداخل والخارج مثل جماعة الإخوان المسلمين وتركيا وقطر وإيران يعتبرون أن مهمتهم الرئيسة هي الدفاع عن حركة حماس الحاكمة في قطاع غزة متجاهلين تقريبا ما يجري في بقية فلسطين وخصوصاً في الضفة والقدس،ولو كان قطاع غزة تحت سلطة جهة فلسطينية أخرى غير حركة حماس الإسلامية الخارجة عن السياق الوطني ما كان هذا موقفهم .
وفي المقابل العدو الصهيوني وبالرغم من حقده التاريخي على قطاع غزة الذي احتضن الوطنية الفلسطينية منذ ٤٨ إلا أنه يعتبر أن معركته الرئيسية في الضفة الغربية والقدس وهو يدير الأمور ويوجه الأنظار نحو ما يجري في غزة حتى يتفرغ لمعركته في الضفة والقدس ،حيث يقف أهلنا هناك وحيدين مع ما تبقى من سلطة عند السلطة ،في مواجهة جيش الاحتلال وقطعان المستوطنين ،وغياب شبه كامل للعرب والمسلمين المطبعين وغير المطبعين،إلا فتات من مال لدعم ميزانيتها وهو مال يدخل ويتم صرفه تحت رقابة الاحتلال،وما دخل من مال للسلطة الفلسطينية منذ تأسيسها ١٩٩٤ حتى الآن أقل من ١٠% من المال الذي جمعته حماس خلال حكمها لغزة ودخل بعضه للقطاع برعاية قطرية وموافقة إسرائيلة.
وخلاصة القول ،العدو يحارب في معركة تشمل كل فلسطين ويعتبرها مصيربة وسيستمر في حرب الإبادة ،وفي غزة تحديداً حاضنة الوطنية تاريخياً ويتعمد تكثيف اجرامه وارهابه والمبالغة فيه حتى تبدو جرائمه في الضفة ثانوية ولا تثير اهتمام أحد ،وهدفه من ذلك حسم معركته في الضفة الغربية بالضم وتدمير قطاع غزة حاضنة الوطنية الفلسطينية وتهجير أكبر عدد من السكان.
كل ما يجري من مفاوضات لوقف الحرب في غزة مجرد عبث ومضيعة للوقت حتى يحقق العدو بدعم أمريكي أهدافه.