في اليوم الأول للحرب قال نتنياهو حرفياً ( سنغير في جيواستراتيجية قطاع غزة والشرق الأوسط) وقد وَثَقْت ذلك في أول مقال لي في اليوم الأول من الحرب ،قبل أن يبدأ بترويج الأهداف التضليلية مثل أن الهدف استعادة المخطوفين والقضاء على حماس وإقامة سلطة جديدة في القطاع غير تابعة لحماس ولا للسلطة الخ، وانساقت فضائيات عربية وراء هذه الأهداف المضللة وخديعة المفاوضات وتضخيم قدرات المقاومة وعدم قدرة جيش الاحتلال على الدخول البري الخ ، فيما كانت اسرائيل تواصل العمل على أهدافها الاستراتيجية بمشاركة مع الإدارة الأمريكية.
من أساليب الكذب والتضليل التي روجتها اسرائيل وتساوقت معها فضائيات وقوى سياسية فلسطينية هو الحديث عن اليوم التالي في قطاع غزة بعد وقف إطلاق النار ومن سيحكم القطاع؟ وكان الموضوع محل جدل وخلاف فلسطيني فلسطيني :هل ستعود السلطة للقطاع؟ أم تستمر حماس في السلطة؟ أم لجنة غير فصائلية؟ أم قوات عربية ودولية؟ أم ستعين أمريكا وإسرائيل حاكماً فلسطينياً مثل حليلة؟ الخ
نقول إن كل ذلك، بالإضافة الى خديعة المفاوضات، كان تضليلا اسرائيليا، لأنه لن يكون هناك يوم فلسطيني وطني في قطاع غزة وتحديداً شمال وادي غزة وفي قلبه مدينة غزة، لأنه لن يعود قطاع غزة الذي نعرفه، لا جغرافيا ولا بشرياً ولا عمرانياً ولا جيواستراتيجياً وخصوصاً بعد قرار احتلال مدينة غزة وإعادة استهداف ما تبقى من أبراج المدينة.
Ibrahemibrach1@gmail.com
