كلما طالت أمد الحرب المبرمجة مسبقا على غزة وعلى كل الشعب الفلسطيني تتكشف المؤامرة أكثر وأكثر ويتأكد أن هدف إسرائيل من الحرب ليس القضاء على حركة حماس ولا تحرير الأسرى الاسرائيليين.
إضعاف القدرات العسكرية لحماس وتحرير الأسرى مطلوب إسرائيلياً ولكنه ليس الهدف الرئيس من الحرب، كما أن إطالة أمد الحرب وقول قادة الاحتلال أنها ستستمر لأشهر وسنوات لا يعود لقوة المقاومة ولا نصدق الخزعبلات التي تقول بأن اسرائيل تتخبط وتورطت في الحرب.
تزامن حرب غزة مع الممارسات الإسرائيلية الاستيطانية والتهويدية المتسارعة في القدس والضفة يؤكد ما سبق أن كتبنا عنه بأن المعركة الرئيسية في الضفة وعليها، وأن هناك توجه إسرائيلي لتصفية المشروع الوطني التحرري،
هذا بالإضافة الى تصفية حساب مع قطاع غزة لدوره التاريخي في حمل راية الثورة والنضال. وهناك خشية أن قطاع غزة بعد الحرب لن يكون نفسه قبلها لا من حيث جغرافيته أو ديمغرافيته.
أما هدف حماس منذ تأسيسها مرورا بانقلابها ومواجهاتها العسكرية مع الاحتلال فلا علاقة له بتحرير فلسطين،
وما يجري في غزة ليس مقاومة شعب بل حرب إبادة ضده ومؤامرة عليه وحرب تدافع فيها حماس عن نفسها وسلطتها.
أقصى ما تطمح له حماس بعد تسعة أشهر من الحرب
هو استمرارها كسلطة فيما سيتبقى من القطاع أرضاً وسكاناً.
حتى شرط وقف الحرب وعودة سكان الشمال لمنازلهم أو ما تبقى منها فهو ورقة تفاوضية،كما أن هدف تبييض السجون فقد قيمته مع هذا الثمن الفادح من الموت والدمار واعتقال أضعاف من سيتم تحريرهم !
على حماس ومن يطبل لها الإعتراف أن وجودها وبقاءها كان وما زال مصلحة اسرائلية وأن بقيت مصرة على البقاء كسلطة في غزة فسيستمر الانقسام ولن يحدث إعادة إعمار وسيبقى سيف التهجير مسلطا على رقاب أهالي غزة وربما تندلع حرب أهلية لا سمح الله.