لا يوجد إعلام موضوعي ومحايد مائة بالمائة ومن يدعيه غير صادق وخصوصاً عند تناول قضايا سياسية واجتماعية.
عندما تنفق الدول ملايين ومليارات الدولارات على قنوات فضائية ووسائل إعلام أخرى إنما بهدف الترويج لسياساتها الداخلية والخارجية وتوظيفها كقوة ناعمة وأحد أدوات التنشئة الاجتماعية والسياسية.
من هنا يمكن فهم تسخير الفضائيات الرسمية للدفاع عن الأنظمة والحكومات العربية في مواجهة قوى المعارضة أو أعداء خارجيين،في هذه الحالة لا يكون انحيازاً من وجهة نظرها بل تقوم بمهمة وطنية ،ونفس الأمر بالنسبة للفضائيات والإعلام التابع لقوى المعارضة أو الأعداء الخارجيين.
ما يؤخذ على الفضائيات العربية خصوصاً الجزيرة والعربية والحدث وسكاي نيوز استضافتها لضيوف اسرائيليين لينقلوا وجهة نظر العدو ويدافعوا عن جرائمه بينما لا تفتح الفضائيات الإسرائيلية أبوابها لمحللين سياسيين ومسؤولين فلسطينيين وعرب ليدافعوا عن الشعب الفلسطيني والمقاومة.
ومن هنا أستغرب سلوك بعض الفضائيات الناطقة بالعربية عندما تستضيف محللين سياسيين وقادة اسرائيليين وتنقل كل تصريحات وخطابات قادة الاحتلال في مقابل استضافة ضيف فلسطيني ،وتبرر وجود الضيف الإسرائيلي و تغطية الأحداث في اسرائيل بأنه يأتي في سياق الحياد وحق الرد والموضوعية في تناول الخبر!! ولا نعرف كيف يكون حياد وموضوعية من فضائية عربية إسلامية عندما تساوي بين اسرائيل كدولة احتلال وفلسطين كقضية شعب خاضع للاحتلال ويفترض أنها قضية كل العرب والمسلمين؟ !تساوي بين شخص يدافع عن شعب خاضع للاحتلال وشخص يدافع عن كيان استعماري إرهابي يمارس حرب ابادة وتطهير عرقي ومتهم بذلك من المنظمات الدولية وغالبية شعوب الأرض؟! الحياد المزعوم في هذه الحالة هو انحياز للباطل وللمعتدي .
Ibrahemibrach1@gmail.com