الاحتلال الاسرائيلي يعيق أي عملية استنهاض للثقافة والهوية الوطنية الفلسطينية
الثقافة الفلسطينية تواجه خطر سرقة التراث والاثار والرموز التي تعبر عن وجودنا
إنقلاب حماس لم يكن اختراقا امنيا وسياسيا بقدر ما كان إختراقا ثقافيا ومشروعها الثقافي عبثي
رفضنا التمويل المشروط حتى لا تصبح الحالة الثقافية الفلسطينية فيها شيء من الارتزاق الثقافي
22/11/2007
العرب اليوم – محمد الحر
الدكتور إبراهيم أبراش كاتب ومثقف فلسطيني مواليد عام ,1952 درس العلوم السياسية وحصل على الماجستير – علوم سياسية – عام 1981 وحصل على الدكتوراه من جامعة محمد الخامس بالرباط عام .1985
ثم عمل أستاذا للعلوم السياسية في جامعة الازهر بغزة, واشرف على عشرات من رسائل الماجستير والدكتوراه بالاضافة إلى مشاركته بالعديد في الكثير من الندوات والمؤتمرات العربية, وهو عضو اللجنة الاستشارية لتقرير التنمية البشرية الذي يصدره برنامج دراسات التنمية بجامعة بيرزيت.
صدرت له خلال الفترة من عام 1987 وحتى العام 2004 مجموعة كبيرة من الكتب التي وصل عددها 15 كتابا حملت اغلبها عناوين تتعلق بالقضية الفلسطينية, والفكر السياسي ومنها “البعد القومي للقضية الفلسطينية والبحث الاجتماعي قضاياه ومناهجه إجراءاته وتاريخ الفكر السياسي وفلسطين في عالم متغير والقضية الفلسطينية والشرعية الدولية – دراسة نقدية – وكان آخرها “المجتمع الفلسطيني من منظور علم الاجتماع السياسي والسياسة والنظرية السياسية بين التحرير والممارسة”.
ثم اختير مؤخرا ليكون وزيرا للثقافة في الحكومة الفلسطينية الحالية.
حول العديد من القضايا والمستجدات على الساحة الثقافية الفلسطينية التقته “العرب اليوم” خلال زيارته العاصمة الاردنية عمان وكان هذا الحوار الخاص.
* كيف يمكن للثقافة أن توحد بين أبناء الامة العربية الواحدة بطريقة أوسع مما هي عليه بالنسبة للسياسة كما سبق وذكرت?
– دائما السياسة تفرق لان هذا هو منطق السياسة لانها تعني التعددية, تعني الصراع على السلطة. الثقافة بالعكس يفترض أن توحد والثقافة تتحدث عن الكل الوطني, الكل الذي لا يفرق بين البشر على أساس الانتماء السياسي الفردي بل يوحدهم, على هذا الاساس, وهذا الذي أؤكد عليه منذ أن توليت وزارة الثقافة الفلسطينية, أن تصلح أخطاء السياسة إذا كنا نحن مثلا في فلسطين أبناء فتح وحماس نختلف على أمور سياسية فلماذا نختلف على أمور ثقافية? لماذا نختلف على الهوية والتراث والفلكلور الفلسطيني, أقول أن هذا الجانب الثقافي يجب إلا نختلف عليه, اما الثقافة يجب أن تصلح الطائفية, ومن هنا يأتي دور المثقفين في هذا السياق. انا اعتقد عندما تصبح عملية استعصاء للتواصل بين السياسيين. يمكن للمثقفين أن يلعبوا دور فك هذا الاستعصاء وإعادة خلق نوع من المصالحة, وبالتالي أنا اعتبر الثقافة شيئا أساسيا هذا على مستوى الوضع الفلسطيني, اما على المستوى العربي فلنفرض أن الانظمة العربية مختلفة سياسيا, فلماذا يختلف المثقفون? ولماذا لا يلتقون على قضايا الثقافة العربية الواحدة للاسف ألحقت الحالة الثقافية بالحالة السياسية, أي صار عكس ما نريد أصبح المثقف ملحقا بهذا النظام السياسي أو بذاك النظام السياسي, ومن هنا فقد المثقف استقلاليته ودوره التاريخي الذي يفترض أن يكون عندما يكون المثقف ملحقا بالسياسي, ولا يعد مثقفا بالمفهوم الدقيق للكلمة إلا إذا كان في إطار مشروع وطني, وللاسف إلى الان هذا المزج بين المثقف والانتماء السياسي على أساس المفهوم الوطني لا زال غير جلي وغير واضح في أكثر من حالة.
* وبعد توليكم حقيبة الثقافة الفلسطينية هل عملتم على إرساء خطة نهضوية للثقافة في ظل غياب الدور المطلوب من الوزارة تجاه المثقفين الفلسطينيين?
– حتى أكون واضحا, كان هناك نوع من التغييب لدور الثقافة في الحياة الوطنية الفلسطينية بشكل عام, كان الاهتمام بالجوانب العلمية أو العسكرية والسياسية ثم بالهم الاقتصادي أخيرا, كان له الاولوية على الاهتمام بالجانب الثقافي,حتى الحكومات الفلسطينية المتعاقبة لم تولي اهتماما لوزارة الثقافة أو للجانب الثقافي فاعتبرته شيئا هامشيا وثانويا ولم يدركوا أن الثقافة لا تقل أهمية عن السياسة والامن ولا يمكن أن تنجح استراتيجيه أمنية سياسية من دون حالة ثقافية قادرة على إفساح المجال أو تهيئة الارضية المناسبة لنجاح هذه الاستراتيجية الامنية والسياسية. ومن هنا نحن في وزارة الثقافة عندما توليناها قلنا وفي أكثر من مناسبة, إننا نحتاج إلى استراتيجيه ثقافية اكثر من حاجتنا لاستراتيجية أمنية أو سياسية, وان الخلل الذي حدث نتيجة انقلاب حركة حماس لم يكن اختراقا امنيا وسياسيا بقدر ما كان اختراقا ثقافيا, لو كانت ثقافتنا الوطنية محصنة لما حدث هذا الاختراق من قبل التطرف الديني الاسرائيلي ومن قبل العملاء والعولمة الثقافية لانه لا توجد حصانة, ومن هنا يجب على الحكومة الفلسطينية وأية حكومة فلسطينية قادمة أن تعرف أن الخطأ الاساسي والتهديد الاساسي هو لثقافتنا الوطنية وبالتالي عليها أن ترصد ليس فقط إمكانيات مالية وهذا مطلوب ولكن عليها أيضا أن تشعر كل المؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني بان الخطر هو على ثقافتنا الوطنية وعلى الهوية الفلسطينية الوطنية.
* سبق وقلت أن هناك تمايزا وتنافرا بين المجالين السياسي والثقافي وأن الثقافي هو أكثر وضوحا في مجتمعاتنا العربية والاسلامية, تقول ذلك وأنت سياسي ووزير للثقافة الفلسطينية فما هي وجهة نظرك المحددة تجاه ذلك?
– هذه مشكلة, لكنها ليست مشكلتي وحدي لانها تخص المثقفين في العالم العربي وهي علاقة المثقف بالسلطة أو بالسياسة, هذه لا نلمسها في الدول الديمقراطية والدول العربية لماذا? لانه لا يشعر المثقف بأنه في مواجهة سلطة مستبدة في الدول الديمقراطية, لان السلطة هناك هي سلطة جاءت عن طريق انتخابات, وهناك ضمانات ومراقبة لهذه الحكومة وبالتالي هناك حالة من المصالحة بين المثقف والسلطة
– أما في أنظمتنا العربية, فالعكس هو الصحيح تماما, ولذا فان الواجب على المثقف ألا يتماهى مع هذه الانظمة أو السلطة, ما دامت سلطة غير ديمقراطية, ولا تعبر عن إرادة الشعب, بالتأكيد حتى لا تقول إنني أتناقض مع نفسي, لماذا تقول أنت مثقف وأصبحت وزيرا في سلطة من السلطات, فالامر لم يكن هناك مجال ان تفكر به بعد أن أصبحت وزيرا في السلطة الفلسطينية الحالية أو قبل ذلك وكانت هناك فرص عديدة وأنا كنت أتهرب منها لانني كنت اشعر أن مجالي كمثقف هو المجال الذي استطيع أن اشتغل فيه واستطيع أن أكون صادقا مع نفسي, ولكن بعد انقلاب حماس تغيرت الكثير من الامور بالنسبة لي, شعرت انني أمام مشروعين, هناك مشروع تقوده حركة حماس هو مشروع عبثي لا يعطي أفقا ولا رؤية بالاضافة إلى انه محمل بشحنة دينية لا يمكنها أن تتيح لي الفرصة لاعبر عن ذاتي كمثقف, في المقابل هناك المشروع الوطني الذي تقوده الفصائل الوطنية للتحرير والرئيس أبو مازن, نعم هناك خلل في هذا المشروع ولكن بالنسبة لي هو مشروع واضح لانه يقول بالسلام وبالتسوية هدفنا هو دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة عاصمتها القدس, فعندما كان علي أن اختار لم أجد أمامي إلا أن اختار هذا المشروع الوطني وبالنسبة لي هو مشروع واضح, اعرف بأنه تحد كبير, واعرف أن ماضي هذا النظام السياسي بقيادة منظمة التحرير وفتح به كثير من الثغرات والسلبيات ولكن كنت مقتنعا بان دعم هذا المشروع أفضل من أن أقف موقفا حياديا مما قد يفسح المجال ان وقفت أنا وغيري موقف الحياد للمشروع الآخر أن ينجح وهو الذي سيغلق الطريق أمام مستقبل القضية الفلسطينية.
* هناك العديد من التحديات تواجه الشأن الثقافي الفلسطيني فما هي معطياتكم واستعداداتكم لمواجهة هذه التحديات?
– الامر ليس سهلا, لا أقول لك أن الامر سهل, هناك تحديات كبيرة “هناك الاحتلال الاسرائيلي الذي يعيق أي عملية استنهاض للثقافة والهوية الوطنية لانه يعتبر ان وجود شيء يسمى فلسطين وثقافة وهوية فلسطينية هو نقيض لشيء يسمى إسرائيل, إسرائيل تسرق التراث والاثار وكل الرموز التي تعبر عن وجودنا إذا إسرائيل هي الخطر الاول, الخطر الثاني هو جماعات سياسية ذات توجهات دينية توظف الدين من اجل مشروع سياسي لا أفق له وبالتالي أصبحت تملك ثقافة مغايرة للثقافة الوطنية التي تعودنا عليها, هناك أيضا تحدي العولمة الثقافية التي أصبحت تؤثر بشكل خطير على العقول وتصرفات الشباب, وبالتالي هذا يحتاج إلى جهد كبير وفوق كل ذلك مطلوب منا في وزارة الثقافة أن نواجه هذه التحديات في ظل إمكانيات مادية شبه ضعيفة, ولا اخفي سرا إذا قلت لك أن موازنة وزارة الثقافة هي اثنان بالالف من موازنة السلطة الفلسطينية, أي حوالي 50و3 مليون دولار بما فيها رواتب الموظفين وإيجارات مقار الوزارة وسيارات والى غير ذلك, ويتبقى للانشطة الثقافية حوالي 150 ألف دولار, كيف يمكن أن نقوم بعملية استنهاض للحالة الثقافية الفلسطينية في مواجهة التحديات التي ذكرناها بمئة وخمسين ألف دولار في السنة,هذا تحد كبير جدا.
* وما هو الحل أو البديل المطروح لذلك?
– أن نستمر كوزارة للثقافة, أن نطرح حلا لهذه التحديات, أن نطالب بزيادة الموازنة وقد طالبنا بمضاعفة هذه الموازنة في السنة المقبلة, وان نبحث عن مصادر تمويل من جهات دولية وعربية وهناك مصادر لديها استعداد إلى أن تقف بجانبنا من اجل استنهاض الحالة الثقافية الفلسطينية.
* تتحدث عن تمويل من جهات دولية ربما تدعمكم مقابل تنفيذ خطط أو أجندات معينة?
-هناك جهات مستعدة لدعمنا وهناك جهات أخرى تريد أن تمولنا ضمن شروط, نحن نبحث عمن يقدم لنا تمويلا من دون شروط سياسية وإلا ستصبح الحالة الثقافية كالحالة السياسية فيها شيء من الارتزاق الثقافي كالارتزاق السياسي.. بمعنى أن الجهات التي تريد أن تعطينا أموالا تريد أن تعرف كيف ستنفق هذه الاموال وفي أي المجالات وبالتالي لا يمكن أن تتم قيادة العملية الثقافية والحالة الثقافية بعقلية القطاع الخاص أو الـ NGO أي يجب ألا نكون مرتبطين بالجهات الممولة, ثقافتنا غير ثقافتهم أولوياتنا غير أولوياتهم وبالتالي نحن نعيش حالة صراعية حقيقية من اجل أن ننهض بالحالة الثقافية الفلسطينية ولكننا نطمئن بعض الشيء أن هناك بعض الجهات لديها استعداد للتمويل وان كان محدودا ونحن نشتغل ضمن هذا المحدود, هناك تفهم من قبل الرئيس أبو مازن ومن قبل رئيس الوزراء بأهمية استنهاض الحالة الثقافية وهم يعترفون بأن الميزانية محدودة جدا وبالتالي ليس أمامنا إلا أن نشتغل بما هو متاح إلى أن يتاح ما هو أفضل.
* هناك محاولات دائمة تقوم بها إسرائيل لنهب التراث والفلكلور والاثار الفلسطينية. فما هي إجراءاتكم كوزارة ثقافة تجاه ما تقوم به إسرائيل من سرقة ونهب وتدمير للثقافة الفلسطينية?
– نحن نخضع للاحتلال كما تعلم وبالتالي عندما تكون إسرائيل تحتل الارض وكل شيء وعندما تقوم إسرائيل بقتل الاطفال وتقتل وتعتقل الشباب وتدمر البيوت ثم تأتي لتتحدث بان إسرائيل دمرت منزلا اثريا أو سرقت آثارا, يصبح الخبر صغيرا جدا, لا قيمة له مقابل الجرائم الكبرى التي ترتكبها إسرائيل ولكن من جانب آخر إسرائيل محمية بجيشها.فعندما يتم اكتشاف أي موقع اثري تقوم إسرائيل وتعلن هذه المنطقة منطقة عسكرية وتمنعنا من الدخول إليها وتقوم بالحفريات, وفي كل مرة تقوم بالحفريات في هذه المناطق لا تجد إلا أثارا عربية وإسلامية وكنعانية ولم تجد في يوم من الايام أثارا لها علاقة باليهود ومع ذلك تخفي الامر, أيضا هذا يشكل عائقا لكن هناك خلل, وأقول لك هناك خلل قد نتحمل نحن المسؤولية عنه وهو غياب قانون لحماية التراث ونحن الان في وزارة الثقافة نحاول أن نعيد إحياء هذا القانون, لقد وضعت مسودة قانون لحماية التراث الوطني منذ سنوات وعرضت على مجالس تشريعية سابقة لاكثر من مرة ولكن لم يصدر قرار بشأنها.
نحن الان نريد أن نطرح هذا القانون مجددا, عندما يصبح لدينا قانون لحماية التراث يمكن بمقتضى هذا القانون أن ندخل إلى منظمات دولية كاليونسكو وغيرها من المنظمات وبالتالي نستطيع من خلاله أن ندين إسرائيل ونتابعها اذا هذا شكل من أشكال الخلل الموجود, نتمنى أن نستطيع تجاوزه في الايام القريبة المقبلة.
* وهل قمتم بمسح أو لديكم خارطة بالمواقع الاثرية الفلسطينية التي اعتدت عليها إسرائيل بالسرقة والنهب?
– نعم توجد لكن مطالبنا تذهب هباء منثورا, وأكثر الاشكال الصارخة للنهب هو ما يجري في القدس, فالقدس كلها مدينة أثرية, إسرائيل تقوم كل يوم بحفريات حول المسجد الاقصى وفي أماكن مختلفة كالخليل خاصة المدينة القديمة.
إسرائيل تقوم بسرقة تراثنا وثقافتنا من خلال مدن بكاملها تحت زعم أنها مدن كان فيها يهود وكأنه لم يمر على هذه الارض إلا اليهود ونسوا من قبل قدوم العبرانيين إلى فلسطين إنا كنا نحن هنا.
ولكن هذا الخطر القائم هو أن إسرائيل تنسب هذه الاثار لنفسها وتروج لذلك بصورة كبيرة من خلال الاعلام والمعارض التي تقيمها تحت مسمى الاثار الاسرائيلية. وهل تدرك بان المأكولات الشعبية الفلسطينية بالمعارض التي تقيمها إسرائيل في الخارج يقولون عنها بأنها مأكولات يهودية, الملابس التقليدية والثوب الفلسطيني يقولون عنها أنها يهودية, الاغاني الفلكلورية كلها ينسبونها لهم, وهذه السرقات واضحة جدا ولكن كما قلت هم محميون بالقوة العسكرية وبتحالفهم مع الولايات المتحدة الامريكية ويتعاملون مع ثقافة غربية مهيأة لتصديق ما يقولون, اليوم هذه هي المشكلة وبالتالي كل رواية أوخبر مصدره إسرائيل هو مصدق من قبل الثقافة الغربية التي تشعر بان اليهودية هي جزء من ثقافتها الدينية والتاريخية.
* هل ثمة خصوصية للثقافة الفلسطينية تحتم أن يكون المثقف أو السياسي الفلسطيني وطنيا أولا ثم قوميا أو عقائديا أويساريا أو أي اتجاه أخر?
– بالتأكيد هناك خصوصية وعندما يسألني البعض ماذا تعني لك الهوية الفلسطينية أقول الفلسطيني هو ما يميزني عن غيري لماذا أنا فلسطيني ولست سورياً أومغربيا أوأمريكيا, ما يميزني هو الذي يعطيني هذه الهوية وهذه الخصوصية, الجزء الاساسي الذي يميزني إنني صاحب قضية, شعب تحت الاحتلال وان فلسطينيتي مهددة من قبل هذا الكيان الذي ينفي وجود شيء يسمى فلسطين ودولة فلسطينية, عندما تصبح هويتي الفلسطينية ورموز ثقافتي الفلسطينية التي تحدثنا عنها – لباسا وتراثا ومأكولات- عندما تصبح مهددة من قبل عدو استراتيجي لا يمكن أن اقفز على هذا الخطر وأقول أنا عربي أوإسلامي أو ماركسي لانني لست مهددا بعروبتي ولست مهددا بالانتماء الاسلامي, أنا مهدد بهويتي الوطنية وهذا الذي يتطلب أن أعطي الاولوية للهوية الوطنية, أنا فلسطيني أولا حتى أضع حدا لاستراتيجية العدو الذي يريد أن ينفي وجودي, تثبيت وجودي كفلسطيني هو الذي يساعدني في المرحلة الثانية, أن انتقل إلى الافق الارحب وهو الانتماء القومي أو الانتماء الاسلامي وإنا محصن بهوية وطنية راسخة على ارض فلسطين, ان غابت الهوية الوطنية الفلسطينية هذا خطر ليس علي كفلسطيني لكنه خطر على العرب وعلى المسلمين, لان غياب الهوية والثقافة الفلسطينية يعني ضياع فلسطين وضياع فلسطين يعني ضياع الاقصى لمن هم مسلمون ويعني ضياع جزء هو قلب هذه الامة العربية?
* هموم المثقف الفلسطيني متعددة وقد تعدت الحدود فأين وزارة الثقافة من هذه الهموم?
– هذا جزء من ضعف الامكانيات, حقيقة أنا أردت أن أتواصل مع المثقفين وعندما أقول مثقف أقول الكاتب والروائي والفنان الذي يملك فرقة موسيقية أو تراثية أو غيره ماذا سأقول له? علينا بالطبع أن نقدم له الامكانيات المادية وان لم تكن الامكانيات المادية متوفرة علينا أن نفتح أمامه أفقا للتواصل مع العالم ومع الجمهور العربي, وهذا ليس بيدنا ولكن بيد الاحتلال, هناك أكثر من مناسبة ودعوة للمشاركة في مؤتمرات خارجية,حاولنا بالفعل أن نرسل فرقا فنية وشعراء ولكن غالبا ما تقوم إسرائيل بمنع هؤلاء من التواصل مع العالم الخارجي مثلا خلال هذا الشهر تشرين الثاني 2007 هناك أسبوع ثقافي فلسطيني في الجزائر على هامش احتفالية الجزائر عاصمة للثقافة العربية ومسموح لنا أن نرسل 80 شخصا وهذا دعم مهم وموقف تشكر عليه وزارة الثقافة الجزائرية ولكننا لن نستطيع أن نخرج أي مثقف أوفنان أوشاعر أو فرقة فنية من قطاع غزة لان إسرائيل تمنع خروجهم من القطاع لانه كيان معاد من وجهة نظرها ويجب أن يأخذوا تصريحا من إسرائيل حتى ينتقلوا إلى خارجها وهذا ما يعد أمرا مستحيلا الان