إبراهيم أبراش وزير الثقافة السابق في حكومة الطوارئ الفلسطينية التي تكونت في حزيران يونيو من العام 2007. ولد سنة 1952 بقطاع غزة, حاصل على الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة محمد الخامس بالرباط و الآن هو عميد كلية الفنون بفرع جامعة الأزهر بقطاع غزة.
يورونيوز كان لها حوار مع السيد إبراهيم أبراش حول هجوم الجيش الإسرائيلي على قافلة الحرية المتجهة إلى غزة.
يورونيوز:
السيد إبراهيم أبراش بعد كل ما حدث كيف تقيمون الموقف العربي تجاه هذه الأزمة؟
السيد إبراهيم أبراش
إذا أخذنا الموقف العربي نجد أن هناك حالة إحراج تنتاب الأنظمة العربية و الحكومات العربية حيال كيفية التعامل مع الحدث و ذلك لعدة أسباب.
السبب الأول هو الإحراج من الموقف التركي الذي ظهر أنه موقف أكثر قوة من مواقف أنظمة عربية مع أن تركيا هي دولة عضو في الحلف الأطلسي و هي حليف لواشنطن و لها علاقات ديبلوماسية مع إسرائيل كما هو الحال مع بعض الأنظمة العربية و مع ذلك استطاعت أن تظهر موقفا قويا في مواجهة إسرائيل. هذا الأمر لم يحدث عند الأنظمة العربية مما جعلها تشعر بالحرج.
يورونيوز:
بعض المراقبين يجدون أن هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الدول العربية كونها لم تضغط على مصر لفتح المعابر و ساهمت هذه الدول بالتالي في حصار القطاع؟
إبراهيم أبراش
أعتقد أن الموضوع أكثر تعقيدا من مجرد رفع الحصار عن غزة. حتى الذين يتحدثون عن رفع الحصار يجب أن يعرفوا أولا ماذا يعني رفع الحصار.
الأنظمة العربية تخشى إذا رفع الحصار بدون مصالحة فلسطينية أن يؤدي ذلك إلى تكريس القطيعة بين الضفة الغربية و غزة و بالتالي نهاية ما يسمى بالمشروع الوطني الفلسطيني الذي يقوم على أساس وحدة غزة و الضفة الغربية.
يورونيوز:
ماهي برأيك انعكاسات هذه الأزمة على دور الوساطة التركية في المفاوضات العربية الإسرائيلية؟
أبراهيم أبراش
أنا أعتقد أن تركيا يمكن أن تلعب دورا ما بالرغم من لهجتها المتشددة و لكن هناك سقف للدور التركي لأن تركيا تسعى في دعمها للفلسطينيين و دعمها لحماس إلى دعم الاسلام المعتدل. كما أن تركيا لا يمكن أن تخرج عن إطار السلام و التحول من دولة تسعى إلى سلام مع إسرائيل إلى دولة تسعى إلى المواجهة المسلحة معها.
يورونيوز:
هل هذه الأزمة برأيك قادرة على إعادة العلاقات بين فتح و حماس؟
إبراهيم أبراش:
نحن الآن في منعطف مصيري خطير جدا. كما قلت سابقا فإن رفع الحصار عن قطاع غزة من دون مصالحة فهذا يعني تكريس فصل غزة عن الضفة و نهاية المشروع الوطني الفلسطيني و من هنا بدأت أصوات عديدة تنادي بضرورة المصالحة و لو في حدودها الدنيا أي أن المصالحة لا يجب أن تقام وفق الورقة المصرية أو لا تكون. حركة حماس تبدو في المقابل و كأنها تعيش نشوة النصر و بالتالي هي لم تعد متحمسة للمصالحة و غير مستعدة أن يشاركها أحد هذا الانتصار.
حوار مع اليورو نيوز — الموقف العربي في حالة احراج
المصدر
يورو نيوز