بالرغم من استمرار المكابرة والمعاندة من بعض قيادات حماس في الخارج وحديثهم عن الانتصار العظيم الذي حققته الحركة إلا أن ذلك لا يُخفي حالة الارتباك والتناقض في التصريحات. ،فنجد بعض قادتهم ،ومنهم خليل الحية ،يقولون باستعدادهم التخلي عن حُكم حماس لغزة لصالح السلطة الفلسطينية، وهم يعلمون أن إسرائيل تعارض ذلك كما لا يطرحون أي آلية للتسليم أو انسحاب مقاتليهم من القطاع،وهناك من يؤكدون على استمرار حُكمهم ولن يسمحوا لأي جهة غيرهم بحكم غزة وإلا سيتم التعامل معها كالتعامل مع اسرائيل وهذا ما صرح به أسامة حمدان وهذا ما تحاول حماس توصيله من خلال المهرجانات والإستعراضات العسكرية خلال حفلات تسليم المخطوفين الإسرائيليين. ولكن كل الفاعلين والمٌطلعين على مجريات الحرب ومآلاتها من دول وحتى قيادة حماس ومن يدعمها خصوصاً قطر وتركيا كذلك مصر يعرفون أنه لن يكون لحماس أي وجود رسمي في القطاع بعد استلام إسرائيل مخطوفيها ،وأن زمن الشراكة بين إسرائيل وحماس في صناعة الانقسام وإدارة غزة برعاية قطرية طوال ١٧ عاماً قد ولى أو لن يعود كما كان ،بعد أن أنجزت حماس ،بوعي أو بدون وعي ،ما تريده إسرائيل من تعزيز الانقسام الجغرافي والسياسي والثقافي
وإفشال حل دولة غزة والضفة ثم عملية الطوفان وما تسببت به ،بقصد أو بدون قصد،من منح العدو مبرراً إضافياً وحاسماً ليقوم بحرب الإبادة من دمار وموت وتغيرات جيواستراتيجية ليس في قطاع غزة والضفة فقط بل في المنطقة برمتها.ولكن ذلك لا يعني ألا تسعى إسرائيل للحفاظ على بقايا لحماس بعد تقليمها للقيام بدور وظيفي جديد سواء في غزة أو الضفة أو في الساحات الخارجية.
حماس تعلم ودول المنطقة أيضاً أن ما تقوم به من تضخيم لخطاب النصر واستعراضاتها المستفزة للشعور الوطني خلال مراسيم تسليم المخطوفين إنما لإخفاء حقيقة أن حماس تبحث إما عن اكتساب رضا تل أبيب وواشنطن ليطيلوا من عمر سلطتها حتى بشروطهم ،أو عن خروج من المشهد يبدو مُشرفاً أمام عناصرها ومؤيديها والظهور وكأنها تنازلت عن الحكم في غزة ليس لأنها انهزمت ولكن من أجل المصلحة الوطنية ونتيجة ضغوط ومناشدات عربية ودولية.
حماس والخروج المٌشرِف من المشهد
