بعد حوالي ١٦ شهرا من حرب الإبادة والتطهير العرقي في غزة والضفة، تتواصل في أوروبا والأميركتين ودول اجنبيه أخرى غير عربية ولا السلامية المظاهرات والوقفات الاحتجاجية واشكال أخرى من التضامن مع فلسطين، صحيح أنها تراجعت بعض الشيء عما كانت عليه في بداية الحرب ولكنها متواصلة.
في المقابل لا نشاهد او نسمع عن أي تحركات شعبية فيما كان يسمى العالم العربي وممن يقولون إن فلسطين قضيتهم الأولى، ولا في العالم الإسلامي حيث يفترض أن فلسطين ارض الرباط وفيها أولى القبلتين وثالث الحرمين؟
وحتى على مستوى الأنظمة والحكومات العربية والإسلامية فهي تتحرك في الهامش الذي تتركه لهم واشنطن وما تسمح به كما جرى في المبادرة العربية للرد على صفقة ترامب بتهجير سكان غزة.
لا نبرئ أطرافا فلسطينية من المسؤولية عن التباعد بين فلسطين وعمقها العربي والإسلامي ولكن الخلل الأكبر عند العرب والمسلمين الذين تعاملوا مع القضية الفلسطينية والصراع مع إسرائيل منذ البداية بالعواطف والشعارات والايديولوجيات ووظفوا القضية الفلسطينية لصالحهم ولخداع شعوبهم على حساب الشعب الفلسطيني ودون ادارة واقعية وعقلانية للصراع مع العدو.
في ظل هكذا حال لا يمكن المراهنة على اي حل أو تسوية عربية للقضية الفلسطينية وسيكون اي حل أو تسوية، إن حدثت، في إطار دولي ونتيجة تحولات في التضامين العالمي والإقليمي، وبالتأكيد بعد تغيرات جذرية في النظام السياسي والطبقة السياسية الفلسطينية.