حرب اكتوبر 1973 (السلام يصنعه الأقوياء)

7 أكتوبر 2020آخر تحديث :
حرب اكتوبر 1973 (السلام يصنعه الأقوياء)

من حق الشعب المصري أن يحيي ويحتفل بذكرى حرب أكتوبر 1973 لأن العرب ولأول مرة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي أخذوا مبادرة الحرب، ولم ينهزموا فيها بل حققوا نصراً حتى وإن كان جزئياً، والفضل يعود للجيش المصري وقيادته وللشعب المصري الذي وقف إلى جانب جيشه وقيادته.

في هذه الحرب نسقت مصر وسوريا وساعدتهما فرق من جيوش عربية وخاضوا الحرب معاً، قبل أن ينفك التحالف السوري المصري وسط المعركة،صحيح، إن الحرب في حينها لم تؤدي لاستعادة الأراضي التي احتلتها إسرائيل في عدون حزيران 1967 حتى سيناء لم تستعيدها مصر إلا عام 1981 بعد مفاوضات شاقة وتوقيع اتفاقية سلام مع إسرائيل، وصحيح أن مصر انحازت لمصالحها الوطنية على حساب الانتماء القومي العروبي والمسؤولية العربية المشتركة عن القضية الفلسطينية حيث فلسطين ضاعت بسبب حروب عربية إسرائيلية كانت مصر على رأس الجيوش العربية المقاتلة، ولكن هذه الحرب أكدت أن السلام يصنعه الاقوياء ولو لم تستعد مصر للحرب وتخوض غمارها ما كانت استعادت سيناء حتى الآن، وهذا درس للفلسطينيين يجب الاستفادة منه، فإسرائيل لن تنساق للسلام ولن تتخلى عن أراضي فلسطينية إلا إذا امتلك الفلسطينيون القوة وخاضوا مواجهات ومقاومة متعددة الأساليب في مواجهة الاستيطان والمستوطنين وعلى جبهة غزة، ونذِكر في هذا السياق أنه لولا الانتفاضة الاولى 1987 ما كانت منظمة التحرير استعادت حيويتها وفرضت حضورها في مؤتمر السلام في مدريد 1991 .

لا شك أن جدلا كبيراً ثار وما زال يثور حول حرب اكتوبر التحريكية وحول اسباب انفكاك التنسيق بين الجيشين المصري والسوري وحول الموقف من اتفاقية كامب ديفيد الخ ، ولكن الدرس المهم هو أن السلام يصنعه الأقوياء وبقدر قوة الأطراف المتصارعة ميدانياً وحضارياً تحصل على مكاسب على طاولة المفاوضات، والأمم المتحدة وقراراتها والمؤتمر الدولي للسلام الذي تطالب به القيادة الفلسطينية لن يحققوا السلام ولن يجلبوا للفلسطينيين دولة على طبق من ذهب أو فضة، إن لم يكونوا أقوياء ويُشعروا الكيان الصهيوني بأنه بدون التسوية السياسية والسلام العادل لن ينعم بالاستقرار والأمن .

الاخبار العاجلة
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لمنحك أفضل تجربة ممكنة.
موافق