الواقعية السياسية لا تعني الاستسلام للأمر الواقع كما يفسرها أو يروج لها أصحاب النفس القصير والمستسلمون الذين يبررون سياساتهم المتخاذلة وغير الوطنية بأنه ليس في الإمكان خير مما كان ومما هو موجود. المعنى العلمي والصحيح للواقعية غير منفصل عن مصطلح العقلانية، إنها فهم الواقع بشموليته ووضع الخطط والاستراتيجيات الوطنية والعقلانية للتعامل معه بأبعاده السياسية والعسكرية والاقتصادية والمجتمعية وفي سياق البيئة الإقليمية والدولية ،فإن كان الواقع يخدم مصلحة الأمة – دولة مستقلة أو حركة تحرر وطني- وأهدافها فالواقعية السياسية تعني تطويره والبناء عليه، وإن كان ضد مصالحها فالواقعية السياسية تعني تغييره بما هو ممكن ومتاح لتحقيق الأهداف الوطنية الاستراتيجية، ولا يمكن اعتماد استراتيجية وطنية بناء على وقائع الماضي أو الأيديولوجيا أو حسن نية الخصم لأن السياسة وخصوصاً في حالة التحرر الوطني لا تخضع للنوايا بل لموازين القوى والمصالح وشبكة التحالفات المبنية عليهما .
أحدث المنشورات
وقفة تأمل