لو كانت شعوب دول ما يسمى (الربيع العربي) تعلم أن خروجها إلى الشارع لأول مرة قبل عشر سنوات من أجل الحرية والتغيير ومطالبتها بـ (اسقاط النظام) سيؤدي إلى ما هي عليه اليوم، ولو كانت تعلم أن ثوراتها الوليدة سيتم سرقتها من تحالف الثورة المضادة – الإسلام السياسي وبعض الدول الغربية والخليجية- ولو أتيح لهذه الشعوب اليوم أن تعبر عن رأيها بحرية ودون مكابرة … لقالت النسبة الأكبر منها ليتنا بقينا على ما كنا عليه.
ليس لأن الحياة السياسية آنذاك كانت ديمقراطية ولم يكن استبداد وفساد، بل لأنه ثبت أن الغرب الاستعماري وحلفاءه في المنطقة لن يسمحوا للشعوب العربية بأن تتسلم مقاليد الحكم ويؤسسوا لديمقراطية حقيقية، وأن دعم هذه الجهات في البداية للتحركات الشعبية لم يكن دفاعاً عن الشعوب العربية ومواجهة أنظمة مستبدة، بل لإفشال التحركات الشعبية وحرف مسارها ونشر الفوضى لتدمير الأمة العربية واجهاض فرص الانتقال الديمقراطي السلمي ولتصبح إسرائيل سيدة المنطقة.