في حوار مع جريدة الرأي اليوم

7 أغسطس 2018آخر تحديث :

غزة ـ  “رأي اليوم”  حوار يوسف حماد:

قال الباحث والمحلل السياسي الفلسطيني البروفسور ابراهيم ابراش ان المصالحة الفلسطينية ليست بيد حماس او فتح، وان المفاوض الفلسطيني المتمثل في السلطة الفلسطينية تفاوض مكره لاجل المال وتغطية على الاستيطان، وان حماس عندما ترتبط بايران فانها قوية وتعد الكثير لاسرائيل، بيد، ان علاقتها بالجهاد ليست استراتيجية لانها حماس حاكمة ومستفيدة اما الجهاد ملتزمة بالهدنة مكره ولا يعود عليها بشيء.

وجاء الحوار مع المحاضر رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الازهر بغزة التي اسسها الراحل ياسر عرفات د.ابراش في غزة في سؤال وجواب وفق ما أرد المجيب:

ـ ما تعريف المفاوضات وفق الرؤية الإسرائيلية والفلسطينية ولماذا الجميع متشائم بها عدا كيري؟

ـ ابراهيم ابراش الذي انهى الدكتورة في المغرب وعمل وزيرا للثقافة في الحكومة الثالثة عشر قال “من حيث المبدأ ليست المشكلة في وجود مفاوضات لأن لا سياسة بدون مفاوضات وعندما تقبل منظمة التحرير مبدأ التسوية السياسية فعليها قبول العملية التفاوضية، ولكن المشكلة غياب المرجعية للمفاوضات وضعف المفاوض الفلسطيني الذي يفاوض دون قوة تسنده على الأرض، بل إن منظمة التحرير نفسها لم توافق على العودة للمفاوضات “.

“المفاوض الفلسطيني يفاوض من موقع الضعف ومُكره على الاستمرار بالمفاوضات حتى لا يتوقف تمويل السلطة و حتى لا تتضرر مصالح النخبة السياسية الحاكمة، ولأن المنظمة والسلطة ليس عندهم بديل عن المفاوضات، أما المفاوضون الإسرائيليون فيفاوضون ومن ورائهم دولة قوية وجيش قوي ومجتمع إسرائيلي موحد ومتفق على الموقف من التسوية، وهم يفاوضون كسبا للوقت وحتى يستمروا في عمليات الاستيطان، بمعنى أنهم يوظفون المفاوضات كستارة تخفي عملية الاستيطان وفي النهاية لن يمنحوا الفلسطينيين أية سيادة في الضفة الغربية”. حسب وصفه

ـ كيف تسير الأمور في قطاع غزة وفق تحليلك السياسي؟

المحلل السياسي ابراش والذي رفض عدة مرات الظهور في برنامج الاتجاه المعاكس على قناة الجزيرة القطرية قال “تسير نحو مزيد من السوء على كافة المستويات ونتخوف من أيام صعبة اقتصاديا وامنيا، قد تصل لتصفيات سياسية ،لأن هناك مخطط موضوع منذ سنوات لفصل غزة عن الضفة وعن المشروع الوطني، ولأن غزة مهد الوطنية الفلسطينية ولأن المواطنين الفلسطينيين في غزة متمسكون بفلسطينيتهم فستعمل الإطراف المعنية بفصل غزة عن الضفة وعن المشروع الوطني بخلق ظروف قاسية وصعبة قد تدفع المواطنين للانفجار أو القبول أية تسوية أو مخرج ولو من خلال دولة غزة أو إلحاق غزة إداريا وعسكريا بمصر”.

ـ  هل سينفجر سكان غزة تجاه طريق ما؟

وحول هذا السؤال قال ابراش وهو من سكان قطاع غزة والذي شارك في عدة مؤتمرات دولية عن فلسطين “عندما تصل الأوضاع لدرجة لا يمكن تحملها فإن الشعب سيسعى للخروج من المأزق سواء من خلال حرب مع إسرائيل يبدأها الشعب أو تبدأها إسرائيل المهم أن يخرج من حالته المأساوية”.

“أن ينفجر في وجه من يهين كرامته ويعتبره  مسئولا عن تدمير آماله وطموحاته بالحرية والاستقلال، وحينها لن تقف أية قوة في مواجهة الشعب، وتاريخ الشعب الفلسطيني مليء بالمفاجآت حيث كما شبهه الراحل أبو عمار كطائر الفينيق يخرج من تحت الرماد بعد أن يظن البعض انه استكان واستسلم”. حسب تعبيره

ـ  لماذا تصر المصالحة على عدم اتمام نفسها هل طاب الحكم لحماس أم أن قرار المصالحة ليس بيد فتح؟

واظهر حسا عاليا على الاجابة في هذا القول بحديثه “لم يعد شان المصالحة بيد حماس أو فتح لأن الانقسام بدأ أصلا بانسحاب شارون من غزة عام 2005 وهو  مخطط وضعته إسرائيل وشاركت فيه أطراف عربية ودولية وفلسطينية مشاركة فعلية أو بالتواطؤ والصمت ،ولذا فإن المصالحة التي تعني إعادة توحيد غزة والضفة في سلطة وحكومة واحدة يحتاج لإفشال هذا المخطط، و اسرائيل مستفيدة من عملية الفصل وهناك نخب فلسطينية مستفيدة أيضا فإن الانقسام سيستمر طويلا من الزمن ،وقد سمعنا أوباما يتحدث عن تسوية في الضفة تستثني قطاع غزة”.

 ولكن يمكن للفلسطينيين الدخول بمصالحة وطنية من مدخل الانتفاضة  ضد الاحتلال في غزة والضفة، أو من بوابة إعادة بناء وتفعيل منظمة التحرير بعيدا عن حسابات الصراع على السلطة والحكم، أو من بوابة المصالحة الاجتماعية، وما نخشاه  من مأزق وفشل الحكومتين والسلطتين في الضفة وغزة، سيدفعهما للتوافق على مصالحة إدارة الانقسام أو مصالحة بقاء الأمور على حالها”. وفق تعبيره

ـ هل تعقد ان المنطقة مقبلة على شيء بعد استقالة قيادة الشعبية لتحرير فلسطين؟

وعن هذا السؤال تبسم قائلا “تغيير أواستقالة قيادات كبيرة السن في الجبهة الشعبية أمر مهم ونتمنى ان تحذو حركة فتح وبقية الفصائل حذوها من خلال تشبيب القيادة، ولكن يجب أن لا نضخم الأمر، فالاستقالات بالرغم من أهمية دلالاتها ومغزاها إلا أنها محدودة العدد وبعضهم تخلى عن موقع ولكنه استمر في موقع أو مواقع أخرى”.

ـ لماذا تثني إسرائيل على حماس في ضبط حدود غزة وتصفها في نفس الوقت بالحركة الإرهابية؟

وتحدث مطولا حول حماس واسرائيل فقال “لأن حركة حماس تمر بمرحلة تحوّل ،فتوقيعها على اتفاقية هدنة رسمية مع إسرائيل ما زالت صامدة حتى الآن، هو ما يدفع الإسرائيليين للقول بأنهم مستريحون على الجبهة الجنوبية مع قطاع غزة، ولكنهم في نفس الوقت يدركون أن حماس ما زالت تملك سلاحا كثيرا ولها شبكة علاقات مع فصائل وتنظيمات تعلن أنها تهدف لتدمير إسرائيل بالإضافة لعلاقاتها الخارجية وخصوصا مع إيران، وبالتالي فستستمر إسرائيل تعتبر حماس حركة إرهابية إلى أن تعترف حماس بإسرائيل أو توقع معها اتفاقية سلام، كما جرى سابقا مع منظمة التحرير الفلسطينية”.

ـ  إلى أين تتجه القضية الفلسطينية؟

وابدى ابراش خشيته من السؤال فقال “نخشى أنها تتجه نحو تكريس الانقسام، وربط غزة بمصر بعد حين من الزمن في إطار علاقات مذلة للفلسطينيين، وقد يسبق ذلك خلق أوضاع في غزة شبيهة بتلك التي جرت في مصر قبل إسقاط  الرئيس مرسي، وفي الضفة ستستمر إسرائيل في الاستيطان وستوظف تسوية سيفرضها الأمريكيون على الفلسطينيين لإطالة عمر المفاوضات، وبالتالي عمر الاستيطان، وسيستمر تآكل الدور الوطني للسلطة الوطنية في الضفة لتصبح شبيهة بروابط القرى أو البلدية الكبيرة، وستدفع إسرائيل الأمور نحو نقل المواجهة على قطاع غزة ليتصارع الفلسطينيون حول من يحكم قطاع غزة”.

ـ هل ما يجري في سيناء له علاقة بقطاع غزة خاصة، مع ارتفاع أسعار السلاح بشكل لافت؟

اجاب في هذا الحديث بالقول “جغرافيا وتاريخيا هناك علاقة، ومصر تعتبر قطاع غزة جزء من أمنها القومي، كما أن حركة حماس الحاكمة في قطاع غزة جزء من جماعة الإخوان المسلمين الذين يقاتلهم النظام المصري”.

مضيفا “بالتالي من الطبيعي ان يؤيدوا جماعة الإخوان ولو من باب رد الجميل، أيضا هناك علاقات قديمة بين حركة حماس وجماعات سلفية في قطاع غزة و الجماعات التي تقاتل النظام المصري في سيناء، وجود الإنفاق قد يُسهل تنقل السلاح والمقاتلين بين الجهتين، ولكن هناك جهات أمنية وإعلامية مصرية تضخم دور قطاع غزة وحماس في ما يجري في سيناء لأهداف مصرية داخلية، كتضخيم القول بوجود مؤامرة خارجية على مصر، أو لتبرير استمرار النظام الجديد في الحفاظ على علاقاته مع إسرائيل”. حسب قوله

ـ  الجهاد الإسلامي هل يعتبر حليف استراتيجية لحماس!

“يقول ابراش في هذا الصدد “بالرغم من انتماء الحزبين لجماعات الإسلام السياسي ودور إيران في التقريب بينهما، وبالرغم من التنسيق القوي بينهم في مواجهة العدوان على قطاع غزة، إلا أنه من الصعب الحديث عن علاقات إستراتيجية، فحركة حماس تنتمي لجماعة الإخوان المسلمين وبالتالي جزء من حركة أممية، بينما حركة الجهاد لها طابع الإسلام الوطني وليست امتداد لأحد في الخارج، أيضا حماس سلطة حاكمة وفي طريقها لتصبح جزءا من تسوية ضمن شروط، بينما حركة الجهاد رفضت المشاركة في الانتخابات أو المشاركة في السلطة،  ونعتقد أن استمرار الالتزام بالهدنة مع إسرائيل واستمرار تفرد حماس بحكم قطاع غزة قد يدفع العلاقات بين الطرفين لمزيد من التوتر، لأن حماس أخذت السلطة والامتيازات مقابل وقفها للمقاومة، بينما الجهاد أوقفت المقاومة دون أن تحصل على شي”. وفق اعتقاده.

المصدر جريدة الرأي اليوم
الاخبار العاجلة
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لمنحك أفضل تجربة ممكنة.
موافق