لماذا لا تلجأ إسرائيل للسلاح النووي؟

21 يونيو 2025آخر تحديث :
لماذا لا تلجأ إسرائيل للسلاح النووي؟

بالرغم من استمرار إسرائيل في إنكار امتلاكها للسلاح النووي ورفضها دخول مراقبين دوليين تابعين للوكالة الدولية للطاقة النووية لأراضيها إلا أن العالم يعرف أن إسرائيل دولة نووية وقد امتلكت أول مفاعل نووي من فرنسا في شهر أكتوبر عام 1957 وأجرت تفجيراً نووياً في دولة جنوب أفريقيا العنصرية عام 1979، ويعتبر مفاعل ديمونا في النقب أشهر مفاعلها النووية ولكنه ليس الوحيد.

وقد أصدر معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام تقريراً قال فيه (إن إسرائيل لديها حوالي 90 رأسا نوويا جاهزا، منها 50 رأس حربي مجهز للإيصال بواسطة صواريخ أريحا II الباليستية) ، وبعض تقارير مراكز أبحاث غربية ذكرت إن إسرائيل تمتلك ما بين ٨٠ و٤٠٠ قنبلة نووية.

مع استمرار الغموض حول نوايا الطرفين في المجال النووي، ونقصد هنا الغموض حول حقيقة ما إن كانت إيران تسعى لتطوير قدراتها في التخصيب الى درجة إنتاج قنابل نووية، وغموض نوايا إسرائيل وهدفها من الحرب وهو غموض تشوبه كثير من الأكاذيب مثل اكاذيبها حول الحرب على قطاع غزة وتناقض التصريحات والتباسها حتى بين ما تصرح به إسرائيل وتصريحات وتغريدات الرئيس الأمريكي ترامب ، كل ذلك يستحضر التساؤلات التالية:

السؤال الأول: لماذا تدخل إيران الحرب مع إسرائيل بهذه القوة مع معرفتها أن إسرائيل تملك سلاحاً نوويا وقد بررت حقها بامتلاك مفاعل نووية لتخصيب اليورانيوم بأن إسرائيل تملك سلاحاً نووياً وليس فقط مفاعل نووية سلمية؟ ومع ذلك دخلت الحرب مع اسرائيل واستهدفتها بوابل من الصواريخ البالستية والفوق صوتية المتطورة وألحقت بها خسائر كبيرة دون خوف من رد نووي إسرائيلي!

السؤال الثاني: لماذا لا تلجأ إسرائيل للسلاح النووي إذا كان وجودها مهدد أو كما يقول نتنياهو إنه يخوض حربا مصيرية؟ ومن المعروف أن الدول تسعى لامتلاك السلاح النووي ليس للمباهاة بل للاستعمال عندما يتعرض وجودها القومي ومصالحها الاستراتيجية للخطر ولا تستطيع قدراتها الأخرى وأسلحتها التقليدية من حمايتها وردع المعتدي!

 السؤال الثالث: إن كان عدم لجوء دولة الكيان الصهيوني للسلاح النووي لا يرجع لاحترامها للقانون الدولي والشرعية الدولية وهي التي انتهكت كل القوانين والشرائع الدولية في حربها على قطاع غزة وما ارتكبت من مجازر ، فهل سبب عدم اللجوء يعود لأسباب جيوسياسية لها علاقة بقرب المسافة بين إيران ودول الخليج خليقة واشنطن وتواجد قواعد وجنود أمريكيين في المنطقة؟

السؤال الرابع: هل بالفعل أن هدف إسرائيل من حربها على إيران هو استهداف قدراتها النووية؟ أم للحرب أهداف أخرى استراتيجية قد تكون القدرات النووية المُفترضة إحداها ولكن هناك أهداف أخرى أكثر أهمية لإسرائيل؟  

السؤال الخامس: ما هي العلاقة بين العدوان الإسرائيلي على إيران وحرب الإبادة على قطاع غزة ومشروع الشرق الأوسط الجديد وأقوال نتنياهو أنه سيغير جغرافية الشرق الأوسط وأن هذا الأخير بعد الحرب لن يكون كما قبلها؟ 

السؤال السادس : تعرضت اسرائيل لمرتين لخطر يهدد وجودها، المرة الأولى في حرب أكتوبر ١٩٧٣ عندما حقق الجيش المصري انجازاً كبيراً باقتحام خط بارليف والاندفاع داخل سيناء والمرة الثانية في حرب الخليج الثانية  عندما تم قصف إسرائيل في يناير 1991 بالصواريخ البالستية من طرف عراق صدام حسين، وفي الحالتين تدخلت واشنطن عسكرياً وأنقذت إسرائيل وحالت دون استعمال السلاح النووي، في المرة الأولى أدى التدخل الأمريكي إلى مفاوضات مصرية إسرائيلية وتوقيع اتفاق سلام بين الطرفين (اتفاقية كامب ديفيد 1979) بينما أدى التدخل الأمريكي في الحالة الثانية إلى تدمير العراق ثم احتلاله واعدام صدام حسين.

فهل سيتكرر الأمر في حرب إيران وإسرائيل وتتدخل واشنطن والغرب عموماً لوقف الحرب وإنقاذ دولة إسرائيل قبل أن تنزلق هذه الأخيرة وتلجأ للسلاح النووي؟ وهل سيؤدي التدخل الأمريكي الأطلسي الى وقف الحرب وتسوية سياسية بين الطرفين على طريقة ما جرى مع مصر؟ أم الحل سيكون كنموذج العراق أي تدمير ايران وتغيير النظام السياسي وربما اغتيال المرشد الأعلى كما هدد نتنياهو؟

السؤال السابع: هل ستكون القضية الفلسطينية الخاسر الأكبر في هذه الحرب كما جرى في كل حروب إسرائيل السابقة مع دول المنطقة؟ 

Ibrahemibrach1@gmail.com

الاخبار العاجلة
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لمنحك أفضل تجربة ممكنة.
موافق