دعت حركة حماس وما زالت تدعو جماهير الأمتين العربية والاسلامية للخروج في مظاهرات غضب لوقف حرب الإبادة ووقف تجويع وحصار حوالي ٢،٣ مليون في قطاع غزة واذا بيوم الغضب يحدث في إسرائيل حيث خرج حوالي مليون إسرائيلي في تل أبيب ومدن أخرى تطالب حكومتهم بتحرير ٢٠ رهينة إسرائيلية محتجزين عند حماس، وقد لا يكونوا جميعاً أحياء وبعضهم طالب بوقف الحرب وتجويع أهل غزة!!
وللتذكير هنا، فخلال غزو إسرائيل للبنان أو حرب لبنان الأولى عام ٨٢ في مواجهة الثورة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية، وقبل ظهور حركة حماس والجهاد الإسلامي، ووصول جيش الاحتلال لبيروت وحصارها، ناشدت منظمة التحرير والحركة الوطنية اللبنانية العرب للتدخل كما دعوا الجماهير العربية للخروج إلى الشوارع ضد العدوان واحتلال عاصمة دولة عربية وكانت المظاهرة الوحيدة في تل أبيب حيث خرج نصف مليون اسرائيلي ضد الحرب وضد شارون وقد دعت لها حركة السلام الآن الإسرائيلية! أما الجماهير العربية فكانت ملهية بمونديال كأس العالم الذي تزامن مع بداية الحرب.
كما كانت حالات شبيهة للخلل في علاقة الأنظمة والشعوب العربية مع القضية الفلسطينية، أثناء أيلول الأسود في الأردن ١٩٧٠ (مجازر عجلون وجرش) وأثناء اقتحام الضفة ٢٠٠٢ ومحاصرة مخيم جنين والرئيس أبو عمار في مقر إقامته ثم اغتياله، وأخيرا الموقف العربي الرسمي والشعبي من حرب الإبادة والتطهير العرقي في الضفة وغزة وتجويع أهالي قطاع غزة.
كل ذلك يطرح تساؤلات عميقة حول حقيقة العلاقة بين الأنظمة والشعوب العربية من جهة والقضية الفلسطينية وحركات المقاومة سواء كانت وطنية أو إسلامية من جهة أخرى بعيدا عن العواطف والشعارات، وفي أي طرف يكمن الخلل الرئيس؟
Ibrahemibrach1@gmail.com