هناك من يختزل أزمة النظام السياسي الفلسطيني وحالة العجز والشلل وفشل كل جهود المصالحة والوحدة الوطنية وديمومة الانقسام الخ بشخص الرئيس أبو مازن لكونه على رأس النظام السياسي: رئيس المنظمة وحركة فتح والسلطة والدولة، وبالتالي يتحمل وحده المسؤولية عما آلت إليه الأمور ميدانياً سواء في قطاع غزة أو الضفة الفلسطينية
ولكن، هل الرئيس وحده المسؤول؟ وأين الأحزاب والفصائل المسلحة وغير المسلحة؟ وأين حركة فتح بما تبقى عندها من قيادات تاريخية ومثقفين ورجال أعمال الخ؟ وهل يُعقل أن كل هذه الأحزاب والطبقة السياسية والمثقفين والكْتاب الخ غير قادرين على التأثير على هذا الرجل العجوز التسعيني وتغيير مواقفه وسياساته إن كانت خاطئة أو حتى إزاحته من السلطة؟ أم أنهم شركاء له في المسؤولية ومستفيدون من وجوده؟ ولماذا لا نفترض أن بعض الذين ينتقدون الرئيس إنما لإخفاء عجزهم وفشلهم في عمل ما هو أفضل مما عمله الرئيس؟
ليس هذا دفاعاً عن الرئيس وقد سبق أن انتفدنا بعض مراسيمه وقراراته كما تمنينا عليه أن يخرج من المشهد لصالح قيادة جديدة منتخبة من الشعب، وقد كتبنا أكثر من مقال حول الموضوع منها : )حتى لا يكون الرئيس كبش فداء) في يناير 2020 ، وفي يوليوز 2023 كتبنا مقالا بعنوان (الرئيس أبو مازن ومن حوله ومستقبل القضية الفلسطينية) ، (إنقلاب هادئ وخطير في أراضي السلطة الفلسطينية …) ومقالات أخرى حول نفس الموضوع …
ولكننا نرفض محاولات البعض إخفاء فشلهم وعجزهم وسعيهم للبقاء في المشهد السياسي من خلال توجيه الانتقادات للرئيس وتحميله المسؤولية الكاملة واستعماله كبش فداء.
فهل الرئيس مثلاً مسؤول عن فشل قوى اليسار في أن تتوحد في جبهة واحدة؟ وهل هو المسؤول عن فشل محاولات خلق بديل عن المنظمة في الخارج بالرغم من وقوف دول ورصد ميزانيات هائلة لذلك؟ وهل الرئيس مسؤول عن نتائج طوفان الأقصى وما يعيشه قطاع غزة من موت ودمار وجوع؟ والسؤال الأهم هل إذا غاب الرئيس الآن عن المشهد وبقيت الأحزاب والطبقة السياسية على حالها ستحدث المصالحة وتتحقق الوحدة الوطنية وتنقلب موازين القوى مع العدو لصالحنا؟
أطال الله في عمر الرئيس الذي يأبى إلا أن يموت رئيساً! ورحم الله أبو عمار الذي أبى إلا أن يموت شهيداً، وأعاننا الله على بطانة الرئيس وعلى كل الطبقة السياسية، التي ستواجه تحديات كبيرة ليس فقط من إسرائيل بل أيضاً من ضعف الثقة بينها وبين الشعب ………………
Ibrahemibrach1@gmail.com


















