كل مسلم يؤمن بصحة ما ورد في سورة التوبة عندما قال رب العالمين: (لن يصيبكم إلا ما كتب الله لكم) وهي تدل على أن كل ما يصيب الإنسان من خير أو شر مُقدر ومكتوب، وحيث إن الدول والشعوب هم جموع من بني البشر فلا أعلم إن كانت تنطبق عليهم الآية الكريمة، بمعنى هل إن صعود الأمم والحضارات مُقدر ومكتوب أيضاً؟ وهل إن تخلف المسلمين وتقدم غيرهم قدر ومن مشيئة الله وله حكمة في ذلك؟ وبالتالي ما يتعرض له الشعب الفلسطيني على يد بني صهيون وحليفتهم واشنطن وما أصاب أهل غزة وما تتعرض له الضفة والقدس من إعلاء شأن بني صهيون وتدنيسهم للمقدسات وتهويد القدس قضاء وقدراً ومشيئة ربانية أيضاً أم نتيجة أخطاء البشر وجهلهم وعدم الأخذ بالأسباب وحسابات موازين القوى؟
نعلم أن علماء المسلمين الأوائل خاضوا جدالاً طويلاً حول مفهوم القضاء والقدر وما إن كان الانسان مخيراً أم مسيراً أم كلاهما؟ ومع قناعتي أن رب العالمين محايد ولا يتدخل في الشؤون السياسية وفي أمور الحرب حتى وإن كانت حرباً بين المسلمين والكفار، وإلا ما كان المسلمون انهزموا في معركة أو غزوة أحد وكان الرسول على رأس جيش المسلمين، ولكان النصر حليف المسلمين في كل الحروب التي خاضوها وهو ما لم يحدث.
ولكن نتطرق للموضوع في سياق ما نلاحظه من تلاعب الجماعات الإسلاموية اليوم وخصوصاً جماعة الإخوان المسلمين ومنهم حركة حماس في توظيف الدين بشكل عام والآية المُشار إليها تحديدا بما يخدم مصالحهم السياسية ويبرر جهلهم الديني والسياسي وما يترتب عليه من ويلات للمسلمين.
مثلا نجد حركة حماس ومن يتبعها من المتأسلمين يبررون ويفسرون ما يجري لأهالي قطاع غزة بأنها مشيئة الله وقضاء وقدر وأنه اختبار وامتحان من رب العالمين أو بسبب قوة الجيش الصهيوني اليهودي وحليفته واشنطن أو بسبب تخاذل العرب والمسلمين والمجتمع الدولي ، وليس لخطأ في حسابات حركة حماس وكيفية إدارتها للمقاومة والصراع مع العدو وبسبب طوفانهم في السابع من أكتوبر 2023! فحركة حماس الربانية لا تخطئ.
ولكن عندما ننتقل الى الضفة حيث يواصل نفس العدو القتل والتدمير وتدنيس المقدسات لا تقول حركة حماس وأتباعها بأن الأمر قضاء وقدراً أو اختباراً وامتحاناً للناس أو بسبب قوة العدو وبطشه بل ترجع السبب لخيانة السلطة والتنسيق الأمني! وكأن الله الموجود في قطاع غزة غير الموجود في الضفة!
أو العدو الموجود في غزة غير الموجود في الضفة!
Ibrahemibrach1@gmail.com













