صراحة لدرجة الوقاحة

30 أكتوبر 2025آخر تحديث :
صراحة لدرجة الوقاحة

ليست المرة الأولى التي يكشف حمد بن جاسم رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري السابق أسراراً عن دور دولة قطر ودول خليجية فيما يجري في الشرق الأوسط  في السنوات الأخيرة ،حيث سبق في لقاء مع فضائية قطر أن كشف دور قطر ودول خليجية في نشر الفوضى والحرب الأهلية في العالم العربي خلال فوضى الربيع العربي وتمويل الجماعات الجهادية الإرهابية بمليارات الدولارات بتنسيق مع واشنطن لإسقاط أنظمة عربية وخصوصاً سوريا، كما أن قطر ،تحديداً حمد بن جاسم نفسه ،كانت عراب الانقسام الفلسطيني ولعبت دوراً أساسياً في ديمومة الانقسام لصالح إسرائيل من خلال الأموال التي كانت تُدفع لحماس في غزة عبر إسرائيل ،كما كان دورها سلبياً في المفاوضات بين حماس وإسرائيل خلال سنتي الحرب بحيث كانت معنية بإطالة أمد الحرب حتى يستكمل العدو أهدافه من الحرب ،هذا بالإضافة إلى دور قناة الجزيرة وجيش مرتزقتها في تضليل الرأي العام العربي.

اليوم يتحدث حمد بن جاسم علناً عن دور قناة الجزيرة والفضائيات الخليجية في التلاعب بعقول الناس من خلال تجنيد صحفيين ومحللين سياسيين للترويج لسياسة دول هذه الفضائيات بدفع أموال لهم ليقولوا ما تريده دولة القناة.

ففي مقابلة له مع جريدة القبس الكويتية ضمن الحلقات المطولة التي أجرتها معه الجريدة يقول:

(قطر كانت تدفع رواتب شهرية لعشرات الصحفيين بكل الدول العربية للترويج لسياساتها داخل دولهم…

كنا ندفع لصحفيين واعلاميين وشخصيات أخرى هم اليوم نواب في بلدانهم، وأصبح يقال عنهم ” وطنيين ” …أغلب الصحفيين والاعلاميين العرب يعملون لصالحنا …)  والمقابلة موجودة على موقع جريدة القبس الكويتية.

 بالتأكد أن دول خليجية أخرى تقوم بنفس الشيء من خلال الفضائيات التابعة لها ، ليس فقط بتجنيد إعلاميين ومحللين سياسيين وعسكريين عرب بل وحتى أجانب وإسرائيليين يعملون في مراكز أبحاث ودبلوماسيين سابقين ليقولوا ما ينسجم مع سياسة دولة الفضائية وعدم انتقاد الدول الخليجية وعلاقاتها سواء مع واشنطن أو تل ابيب، فالمال كثير والمرتزقة أكثر.

عندما انتقدت في مقالات سابقة الفضائيات الخليجية وخصوصاً الجزيرة وجيش مرتزقتها من المحللين السياسيين الذين يفتي غالبيتهم بما لا يعلمون، وتستضيفهم هذه الفضائيات لتغطية أحداث غزة حتى تمرر ما تريده الفضائية ولتبرر أيضاً استضافتها للمحللين الصهاينة والبث المباشر مترجماً للعربية لكل خطابات وتصريحات قادة العدو السياسيين والعسكريين وروايتهم كما عملت على تضليل الرأي العام وارباكه في كثير من القضايا وساوت بين رواية المجرم ورواية الضحية باسم الحياد والموضوعية ، لامني بعض الأصدقاء واعتبروني متطرفاً في انتقاداتي لهذه الفضائيات وضيوفها والتي تقوم من وجهة نظرهم بنقل الحقيقة وتنوير الرأي العام العربي! ، ومع ذلك استثنيت من انتقاداتي الكتاب والمثقفين والأكاديميين الذين يتعاملون مع هذه الفضائيات ويدافعون عن القضية الفلسطينية وقضايا بلدانهم من منطلق وطني وقومي ولهم كل التقدير والاحترام.   

Ibrahemibrach1@gmail.com

الاخبار العاجلة
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لمنحك أفضل تجربة ممكنة.
موافق