من حيث المبدأ ومن منطلق ديني محض فإن الله رب العالمين هو الوحيد الذي يقرر من سيدخل الجنة أو سيدخل النار وليس بالضرورة أن كل من يُقاتل العدو ويُقتل يُعتبر شهيداً مصيره الجنة، لأن مفهوم وتعريف الجهاد ومن يجاهد ومن هو العدو أمور ملتبسة، كما لا يوجد نص قرآني واضح حول الموضوع.
ففي بداية العمليات العسكرية لفصائل المقاومة في فلسطين أفتى بن باز مفتي السعودية وبعده بن العثيمين إن العمليات الفدائية التي يفجر فيها المقاتل نفسه ويُلحق الضرر بالعدو ليست عمليات استشهادية ومن يموت فيها ليسوا شهداء بل قتلى، وآنذاك ثار جدل كبير حول الموضوع.
الآن يتجدد الجدل من خلال تصريحات لأحد المحللين السياسيين من غير رجال الدين ومن غير الفلسطينيين، ففي سياق معارضته السياسية الحادة لحركة حماس ودفاعه عن بلاده وحيشها وهذا من حقه ، يقول إن من يُقتلون في قطاع غزة ليسوا شهداء!
ولا نعرف لماذا يخوض هذا المحلل السياسي بهذا الموضوع وخصوصاً أن من يموتون في قطاع غزة ليسوا فقط مقاتلي حماس بل أغلبهم من المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ والقاتل عدو معروف بإجرامه وأهدافه المعادية ليس فقط لحماس والفلسطينيين بل للعرب وللمسلمين؟
فما الذي يضيره إطلاق صفة شهيد على مدنيين أطفال ونساء وشيوخ إن كان ذلك يمنح ذوي الشهداء بعض العزاء والراحة النفسية، حتى وكما قلنا فالحكم الأخير في هذا الشأن لرب العالمين وليس للبشر؟
رفضنا ونرفض ممارسات حركة حماس وخطابها السياسي والديني المضلِل وتوظيفها دماء أهالي قطاع غزة ومعاناتهم لتبرير نهجها غير الوطني في المقاومة ، كما إننا ضد كل تصريحاتهم التي تتفاخر بكثرة عدد الشهداء وتعتبر كل سكان غزة مشاريع شهادة الخ ،ولكن نأمل ألا يكون الحقد على حركة حماس ستاراً يخفي الحقد على مبدأ مقاومة الاحتلال وعلى الفلسطينيين عموماً.
Ibrahemibrach1@gmail.com