ليست إسرائيل وحدها صنيعة الغرب الاستعماري

6 أغسطس 2025آخر تحديث :
ليست إسرائيل وحدها صنيعة الغرب الاستعماري

عدد اليهود في العالم حوالي 15 مليون أغلبهم يعيش في إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية ،وعدد العرب حوالي 450 مليون يعيشون في 22 دولة يشكلون جامعة الدول العربية ،وعدد المسلمين حوالي 2 مليار ولهم 57 دولة وتمثلهم منظمة المؤتمر الإسلامي  ،ومع ذلك يتبوأ الكيان اليهودي الصهيوني العنصري الإرهابي المسمى اسرائيل مراكز متقدمة عالمياً عسكرياُ وتكنولوجياً وهي الدولة النووية الوحيدة في المنطوق ،كما هزمت العصابات اليهودية الصهيونية قبل قيام الدولة 7 جيوش عربية في حرب 48 وقامت دولة إسرائيل على 78% من أرض فلسطين، وفي حرب 67 احتلت إسرائيل بقية فلسطين وأراضي عربية أخرى ،وما زالت تعربد في المنطقة العربية ،بينما العرب والمسلمون غارقون في تخلفهم وصراعاتهم وقلة من دولهم تعيش حالة استقرار ومستوى لائق من الحياة الكريمة كدول مستقلة ذات سيادة فعلية.

 سيقول قائل إن قوة إسرائيل لا تنبع من ذاتها بل من دعم الغرب لها وهي بالأساس ما كانت لتقوم لولا وعد بلفور والدعم الاستعماري الغربي، بداية بريطانيا ثم امريكا، وهي قاعدة غربية متقدمة لخدمة مصالح الغرب والهيمنة على المنطقة ومنع وحدتها، وسيييتشهد هؤلاء بوثيقة كامبل بنرمان 1907 واتفاقية سايكس- بيكو 1916، وطالما كتبنا وتحدثنا عنهما.    

وأقول إن هذا كلام صحيح وحقائق تاريخية لا يمكن انكارها، ولكنها ليست كل الحقيقة والعقل السياسي العربي وخصوصا القومي والثوري اكتفى بهذا المعطى التاريخي ليبني عليه كل روايته على الصراع العربي الإسرائيلي لإنه يحمل المسؤولية للغرب عن كل ما يجري دون تدقيق وتمحيص في إمكانية مسؤولية العرب أنفسهم ولو عن جزء من المسؤولية عن تخلفهم وفساد انظمتهم ونظمهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وعن ضياع فلسطين.

صحيح أن إسرائيل مشروع استعماري ولكن ماذا بالنسبة للممالك الخليجية – السعودية وقطر والإمارات والبحرين والكويت- التي تزامن ظهورها مع ظهور المشروع الصهيوني ومع اكتشاف النفط في المنطقة؟ أليست بريطانيا هي التي أسست هذه الممالك بدءا من الربع الأخير من القرن التاسع عشر حتى قيام أخر دولة وهي الامارات عام 1971؟ وهل كانت هذه الدول لتقوم وتستمر لولا الرعاية البريطانية ثم الأمريكية المباشرة؟

أيضا ماذا عن دول اتفاقية سايكس- ييكو في بلاد الشام التي كانت خاضعة للإمبراطورية العثمانية، حيث تقاسمت بريطانيا وفرنسا تركة الرجل المريض في الحرب العالمية الأولى ووضعت جدودا للبنان وسوريا والعراق ونصبت حكاما عليها وخصصت وضعا خاصا لفلسطين لتكون دولة لليهود، وهي الاتفاقية التي فضحها الروس بعد الثورة البلشفية 1917؟

نعم إسرائيل قاعدة أمريكية متقدمة لخدمة مصالح الغرب عموما، ولكن أليس في كل دول الخليج وحتى في غيرها قواعد أمريكية وبريطانية وفرنسية تقوم بنفس الدور؟ وقد شاهدنا ذلك خلال ضرب امريكا العراق 1991 ثم احتلاله 2003 وخلال إدارة الغرب فوضى ما يسمى الربيع العربي ألي استباحة سوربا وضرب ايران مؤخرا؟

ليس فيما ورد أي دفاع عن كيان غير شرعي وإرهابي وعنصري أو تجاهلا لمحاولات بعض الدول العربية للخروج من تخت الهيمنة الأمريكية، ولكن محاولة لإيقاظ العقل العربي من سباته ومواجهة الواقع بدلا من الهروب نحو تاريخ مزيف مليء بالأساطير والاكاذيب، سواء كان التاريخ بنسخته العربية أو الإسلامية. Ibrahemibrach1@gmail.com

الاخبار العاجلة
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لمنحك أفضل تجربة ممكنة.
موافق