من المعروف أهداف العدو من استبعاد منظمة التحرير عن المفاوضات حول حرب غزة ومستقبلها ولكن من المستغرب ابتعاد أو استبعاد مصر عن المفاوضات ،بما تمثله مصر من مكانة عربية وإقليمية وكونها المنفذ الوحيد لقطاع غزة على العالم الخارجي وما يمثله القطاع لأمنها القومي الاستراتيجي والتي تربطها بالشعب الفلسطيني علاقات تاريخية ،كما أنها كانت حاضرة والوسيط في كل حروب عزة السابقة، وتحل محلها في المفاوضات دولة قطر الخليجية التي تحتضن أكبر قاعدة أمريكية في المنطقة وتلعب دورا وظيفيا لصالح واشنطن؟ وسواء كان غياب مصر عن مشهد ما تسمى (المفاوضات) باختيارها أو كْرها عنها ،فإن ما يجري من مفاوضات ،الخفي منها أكثر من المُعلن ، ليس فقط حول تبادل أسرى ووقف لإطلاق نار ودخول مساعدات بل تغيير في جغرافية وديمغرافية القطاع تمهيدا للتهجير ومحاولة تصفية القضية الفلسطينية وقد يصل الأمر لمحاولة تغيير جيواستراتيجية الشرق الأوسط من يهدد نتنياهو .
جمهورية مصر العربية تعرف حقيقة ما يجري ولكنها لا تستطيع وحدها الوقوف في وجه المخطط الإسرائيلي الأمريكي الإخواني القطري، ولذلك تفضل الصمت حتى لا يٌقال إنها شريك في المخطط.
Ibrahemibrach1@gmail.com