سبق وأن كتبنا حول الهوية الفلسطينية الجامعة وضرورة التمسك بها وحمايتها من المخاطر التي تهددها سواء كان العدو الصهيوني أو الأيديولوجيات المتعارضة مع هويتنا الوطنية،دينية كانت أو دنيوية.
مناسبة العودة للموضوع أن بعض الأصدقاء من قطاع غزة ومقيمين في الضفة منذ سنوات يشكون من صعوبة الاندماج في المجتمع (الضفي) وحالة الاستعلاء التي يتعامل بها بعض سكان الضفة مع الغزيين، على عكس تعامل أهل القطاع مع أهل الضفة عندما كان القطاع مركز السلطة وفلسطينيو الضفة يتوافدون على قطاع غزة، حيث كان فلسطينيو القطاع يرحبون بهم ويكرموهم إلى أقصى حد.
أيضاً يتحدث هؤلاء الأصدقاء عن استغرابهم من مواقف أهل الضفة مما يجري في قطاع غزة.
مثلاً الذين يؤيدون حركة حماس والمقاومة، وخصوصاً المثقفون، لا يريدون أن تنتقل المقاومة المسلحة الى الضفة أو يضحون بأرواحهم وأرواح أبنائهم وبمالهم كما يفعل أهالي غزة ،بمعنى أن على سكان غزة وحدهم أن يموتوا ويجوعوا ويتشردوا من أجل فلسطين والقدس أو تكون مواقفهم المؤيدة لمقاومة غزة ليس إيماناً منهم بحق المقاومة بل نكاية بالسلطة أو تضارب بين مصالحهم ووجود السلطة !!!
أما الذين ينتقدون حماس والمقاومة في القطاع فهم في حقيقة الأمر يمررون كرههم التاريخي لغزة وأهلها، وبعضهم يستغلون حماس وأعمالها المرفوضة حتى من أهل قطاع غزة لإخفاء عدم قدرتهم على حماية الضفة والقدس.
كنت أرد دائماً على هؤلاء الأصدقاء ،حتى وإن كانت بعض هذه الظواهر والمواقف السلبية موجودة فليست الأصل ويجب عدم التعميم، لأن ما يجمع الشعب أكثر مما يفرقه ،كما يجب الأخذ بعين الاعتبار أن التواصل الجغرافي والسياسي والاجتماعي ما ببن الضفة وغزة ومحاولة دمجهم في سلطة وحكومة فلسطينية واحدة وقانون واحد لم يستمر إلا لسنوات قلائل لا تزيد عن ١٣ سنة (١٩٩٤ -٢٠٠٧) وبعدها كان انقلاب حماس على السلطة التي حكمت القطاع أكثر من حكم السلطة الفلسطينية، وتم ترتيب أوضاع خاصة في قطاع غزة معادية للهوية الوطنية الجامعة،هذا بالإضافة الى الممارسات المتواصلة للاحتلال لضرب وحدة النسيج الوطني والهوية الوطنية حتى داخل كل منطقة.
Ibrahemibrach1@gmail.com