وهمُ المراهنة على وجود خلافات جوهرية بين تل أبيب وواشنطن

30 ديسمبر 2025آخر تحديث :
وهمُ المراهنة على وجود خلافات جوهرية بين تل أبيب وواشنطن

منذ سنوات ونحن نسمع محللين سياسيين، لا أعرف من أين تأتي بهم الفضائيات الخليجية المستحدثة، يتحدثون عن وجود خلافات عميقة بين واشنطن وتل أبيب وخصوصاً بعد طرح ترامب لمبادرته حول غزة بل وصل الأمر ببعضهم للقول إن إسرائيل لم تعد الحليف الأول والرئيس لواشنطن في المنطقة ويمكن لدول أخرى مثل السعودية والإمارات أن تحل محلها!

هذه التحليلات وإن كان بعضها يدل على الجهل بحقيقة ما يجمع بين إسرائيل وأمريكا من علاقات فإن بعضها مقصود ومطلوب قوله من دول هذه الفضائيات حتى تبرر استمرار علاقاتها الاستراتيجية مع واشنطن شريكة إسرائيل في حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني وحتى تقول إن ترامب صديق للعرب ووسيط نزيه في الصراع في المنطقة وهو قادر على كبح جماح نتنياهو وبالتالي لا داع للتدخل لا عسكرياً ولا سياسياً، حيث صديقهم ترامب يقوم بالمهمة نيابة عنهم.

ويأتي لقاء ترامب ونتنياهو بالأمس وما كاله كل طرف من مديح للطرف الثاني والأجواء الحميمية للقاء ليبدد كل الأوهام وليؤكد على عمق العلاقة بين الطرفين وأن ما يبدو من خلافات هي مناورة وتبادل أدوار في التصريحات المتناقضة والملتبسة لتمرير المصالح الاستراتيجية المشتركة بينهما، بمعنى أنها خلافات ثانوية حول طريقة تنفيذ هذه الأهداف سواء فيما يتعلق بقطاع غزة والقضية الفلسطينية عموماً أو ما يتعلق بلبنان وسوريا وإيران وليس خلافات حول الأهداف بحد ذاتها.

Ibrahemibrach1@gmail.com

الاخبار العاجلة
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لمنحك أفضل تجربة ممكنة.
موافق